الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اتفق الفقهاء على أن شهيد المعركة الذي يقاتل في سبيل الله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وقتله العدو، لا يُغسَّل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد: «زمِّلوهم بِكُلُومِهم ودمائهم» رواه أحمد. وفي رواية عند أبي يعلى: «ولا تغسِّلوهم»، فيكفن الشهيد بثيابه ولا يغسَّل.
أما بالنسبة للصلاة عليه، فقد اختلف الفقهاء في حكمها:
فقال الحنفية: الصلاة على الشهيد واجبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على شهداء أحد، وكان يؤتى بتسعة تسعة، وحمزة رضي الله عنهم جميعاً عاشرهم، فيصلي عليهم.
وقال جمهور الفقهاء: شهيد المعركة لا يُصلَّى عليه، كما لا يغسَّل، ولا يكفَّن إلا بثيابه، إبقاء لأثر الشهادة عليه، وتعظيماً للشهداء باستغنائهم عن دعاء الناس لهم، ولأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |