الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
وروى الترمذي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ.
لِأَنَّ خَاتَمَهُ الشَّرِيفَ كَانَ مَكْتُوبَاً عَلَيْهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ.
وَنَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى كَرَاهِيَةِ دُخُولِ الحَمَّامِ لِقَضَاءِ الحَاجَةِ إِذَا كَانَ الإِنْسَانُ حَامِلَاً القُرْآنَ الكَرِيمَ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِذَا كَانَتِ الآيَاتُ ظَاهِرَةً عَلَى شَاشَةِ الجِهَازِ، بَادِيَةً للعَيَانِ، فَلَا يَجُوزُ الدُّخُولُ بِهِ إلى الحَمَّامِ، حَيْثُ تُكْشَفُ العَوْرَةُ، وَتُقْضَى الحَاجَةُ.
أَمَّا إِذَا كَانَتِ الآيَاتُ مَخْفِيَّةً دَاخِلَ الجِهَازِ، وَلَا تَظْهَرُ عَلَى الشَّاشَةِ، وَكَانَ الجِهَازُ مُغْلَقَاً فَلَا حَرَجَ في إِدْخَالِهِ الخِلَاءَ لِانْتِفَاءِ عِلَّةِ المَنْعِ، وَلِأَنَّ كَلِمَاتِ القُرْآنِ في الأَجْهِزَةِ الالْكِتْرُونِيَّةِ لَا تُعَدُّ كَلِمَاتٍ مَرْسُومَةً، إِلَّا إِذَا ظَهَرَتْ عَلَى الشَّاشَةِ، وَكَذَلِكَ صَوْتُ القَارِئِ. هذا، والله تعالى أعلم.