الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: العَقِيقَةُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ» رواه الترمذي عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَسَنَّهَا لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِإِظْهَارِ البِشْرِ وَالنِّعْمَةِ وَالفَرْحَةِ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنَشْرِ النَّسَبِ، بِحَيْثُ يُعْلَمُ أَنَّ هَذَا ابْنُ هَذَا.
ثانياً: العَقِيقَةُ تُطْلَبُ مِنْ أَصْلِ المَوْلُودِ، يَعْنِي مِنْ وَالِدِهِ، وَيُؤَدِّيهَا مِنْ مَالِهِ الخَاصِّ، لَا مِنْ مَالِ المَوْلُودِ، وَلَا حَرَجَ مِنْ أَنْ يَتَبَرَّعَ أَحَدٌ عَنْهُ بِإِذْنِهِ.
وَإِذَا لَمْ يَعِقَّ الوَالِدُ عَنْ وَلَدِهِ في اليَوْمِ السَّابِعِ، فَلَهُ أَنْ يَعِقَّ عَنْهُ وَلَو بَعْدَ البُلُوغِ، لِأَنَّهُ لَا وَقْتَ لِآخِرِهَا.
ثالثاً: مَنْ لَمْ يَعِقَّ عَنْهُ وَالِدُهُ، فَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَعِقَّ عَنْ نَفْسِهِ، لِمَا رواه الطَّبَرَانِيُّ وَالبَزَّارُ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ مَا بُعِثَ نَبِيَّاً.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالعَقِيقَةُ لَا آخِرَ لِوَقْتِهَا، فَإِذَا لَمْ يَعِقَّ وَالِدُكَ عَنْكَ، فَعُقَّ عَنْ نَفْسِكَ، كَمَا فَعَلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |