أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6709 - العرف وأحكامه

04-02-2015 338 مشاهدة
 السؤال :
هل كل عُرف في المجتمع يجب الالتزام به، لأن العُرف مصدر من مصادر التشريع؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6709
 2015-02-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَيسَ كُلُّ عُرْفٍ قَامَ بِهِ المُجتَمَعُ يَجِبُ الالتِزَامُ بِهِ، لأنَّ هُنَاكَ بَعْضَ الأَعرَافِ حَرَّمَهَا الشَّرعُ الشَّرِيفُ، كَعَادَةِ التَّبَرُّجِ في الجَاهِلِيَّةِ، وطَوَافِهِم في البَيتِ عُرَاةً، والجَمْعِ بَينِ الأُختَينِ، ونِكَاحِ زَوجَةِ الأَبِ.

وهُنَاكَ عُرْفٌ اعتَبَرَهُ الشَّرعُ، كَمُرَاعَاةِ الكَفَاءَةِ في النِّكَاحِ، وَوَضْعِ الدِّيَةِ على العَاقِلَةِ، فهذا يَجِبُ الأَخْذُ بِهِ.

وهُنَاكَ عُرْفٌ لَم يَقُمِ الدَّلِيلُ الشَّرعِيُّ على اعتِبَارِهِ، أو نَفْيِهِ، وهذا العُرْفُ ذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ إلى اعتِبَارِهِ ومُرَاعَاتِهِ، وبَنَوا عَلَيهِ كَثِيرَاً من الأَحكَامِ، وهذا ثَابِتٌ في القُرآنِ الكَرِيمِ، كَقَولِهِ تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾. فَقَالُوا: لَيسَ للإِنفَاقِ تَقدِيرٌ شَرعِيٌّ، وإِنَّمَا أَحَالَهُ اللهُ تعالى على العَادَةِ.

وكذلكَ ثَابُتٌ بِنَصِّ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، روى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي، إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ.

فَقَالَ: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ». هذا أولاً.

ثانياً: جَعَلَ الفُقَهَاءُ شُرُوطَاً للأَخْذِ بالعُرْفِ، من هذهِ الشُّرُوطِ:

1ـ أن يَكُونُ العُرْفُ مُطَّرِدَاً، أو غَالِبَاً.

2ـ أن يَكُونَ عَامَّاً.

3ـ أن لا يَكُونَ مُخَالِفَاً لِنَصٍّ شَرعِيٍّ.

4ـ أن لا يُعَارِضَ العُرْفَ تَصْرِيحٌ بِخِلافِهِ.

5ـ أن يَكُونُ العُرْفُ قَائِمَاً عِندَ إِنشَاءِ التَّصَرُّفِ.

وبناء على ذلك:

فَلَيسَ كُلُّ عُرْفٍ تَعَارَفَهُ النَّاسُ يَجِبُ الالتِزَامُ بِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
338 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 396
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 648
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 274
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 290
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 280
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 335
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424911367
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :