الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}. نزلت في رجلٍ من الأنصار أطعم في يومٍ واحدٍ مسكيناً ويتيماً وأسيراً. هذا ما قاله مقاتل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله تعالى: {وَأَسِيراً} قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأسر أهل الإسلام، ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك، كانوا يأسرونهم في الفداء، فنزلت فيهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالإصلاح إليهم.
وقال بعض أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة رَضِيَ اللهُ عنهُما، وجارية لهما اسمها فضة، ولكن هذه القصة غير صحيحة، ويقول الإمام الترمذي في نوادر الأصول عنها: فهذا حديث مُزوَّق مُزيَّف؛ لأنه لا يُعقل أن سيدنا علياً رضي الله عنه يفعل هذا، وخاصة بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ» رواه أبو داود. ولو قال قائل: هذا من إيثار سيدنا علي رضي الله عنه وإيثار سيدتنا فاطمة رضي الله عنها.
أقول: هَبْ أنهما آثرا على أنفسهما، فهل يجوز أن يفعل هذا حتى يحمل أطفاله على جوع ثلاثة أيام بلياليهن؟ فمثل هذه الأحاديث مُفتراة. والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |