الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإذا كان المسلم محافظاً على صلواته، وفاته من الصلاة أقلُّ من ست صلوات، فهذا يسمى من أهل الترتيب، ويجب عليه أن يقضي هذه الصلوات مرتبة، فيقضي مثلاً الصبح ثم الظهر ثم العصر وهكذا، وكما يقضي العشاء قبل الوتر.
كمل يجب عليه أن يُرَتِّبَ بين الفوائت والحاضرة، فلا يجوز أن يصلي الحاضرة قبل الفائتة، كمن فاتته صلاة الفجر فلا تصح منه صلاة الظهر إلا بعد قضاء الفجر، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام فليصل التي هو فيها ثم ليصل التي ذكرها ثم ليعد التي صلى مع الإمام) رواه الدارقطني والبيهقي.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم رَتَّبَ الفوائت يوم الخندق حين شَغَلَهُ المشركون عن أربع صلوات، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فأمر بلالاً فأذَّن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء.
هذا في حق من كانت فوائته دون ست صلوات، أما إذا صارت الفوائت ستاً وزيادة غير صلاة الوتر، فإن الترتيب يسقط عنه، فلو قضى العصر قبل الظهر، والظهر قبل الصبح صحَّت صلاته. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
