الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يُستنكر كلام الحيوانات بصوت إنسان؛ فذلك من جملة الممكن عقلاً، والثابت شرعاً في نصوص الكتاب والسنة، فقد ثبت في القرآن الكريم والسنة الصحيحة خروج دابة آخر الزمان تكلِّم الناس، كما خصص علماء السنة الشريفة باباً خاصاً في ثبوت كلام الحيوانات معجزةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك ما رواه البخاري وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نُخلق لهذا، إنما خُلقنا للحرث». فقال الناس: سبحان الله بقرة تَكَلَّمُ! فقال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر»، وما هما ثَمَّ. «وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: يا هذا استَنْقَذْتَهَا مني، فمن لها يوم السَّبُعِ يوم لا راعِيَ لها غيري؟» فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم! قال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثَمَّ.
وجاءت أحاديث أيضاً في كلام الجمل وكلام الحمار وكلام الضبِّ...
بقي أن يقال: الحكم على تنزيل مقاطع فيديو على أجهزة الجوال تُصوِّر كلام الحيوانات بصوت إنسان، متوقِّـفٌ على معرفة نيَّة الفاعل، فإن نوى خيراً فخيرٌ، وإن نوى سخرية وشراً فإنه مُجازى على قصده كذلك.
ونأسف حيث لم نعاين تلك المقاطع ولم نشهدها، فكان الجواب إلى العموم والشمول أقرب منه إلى التفصيل. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
