الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالعُمْرَةُ عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ سُنَّةٌ، لِحَدِيثِ سَيِّدِنَا جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنِ العُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ؟ قال: «لَا، وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ» أخرجه الترمذي.
وَلِحَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَجُّ جِهَادٌ، وَالْعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ» أخرجه ابن ماجه.
وَعِنْدَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ العُمْرَةُ فَرْضٌ كَالحَجِّ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ﴾ أَيْ: افْعَلُوهُمَا تَامَّيْنِ، فَيَكُونُ النَّصُّ أَمْرَاً بِهِمَا، فَيَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَّةِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ. وَلِحَدِيثِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟
قَالَ: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ، لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ». أخرجه ابن ماجه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |