الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يجب تقليد إمام معين في كل المسائل والحوادث التي تعرض، بل يجوز أن يقلِّد أيَّ مجتهد شاء، فلو التزم مذهباً معيناً، كمذهب أبي حنيفة، لا يلزمه الاستمرار عليه، بل يجوز له الانتقال كلياً منه إلى مذهب آخر ولو بعد العمل، إذ إنه لا واجب إلا ما أوجبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى لم يوجب اتباع مذهب معين، وليس التزامه للمذهب نذراً عليه يجب الوفاء به، وإنما أوجب الله تعالى اتباع العلماء من غير تخصيص بعالم دون آخر، قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
وأيضاً القول بالتزام مذهب يؤدي إلى الحرج والضيق، مع أن المذاهب نعمة وفضيلة ورحمة للأمة، وهذا هو القول الراجح عند العلماء. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
