الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يَدْخُلُ وَقْتُ التَّضْحِيَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ، وَلَكِنِ اشْتَرَطَ الفُقَهَاءُ في صِحَّتِهَا لِمَنْ يُضَحِّي في مَدِينَةٍ أَنْ يَكُونَ الذَّبْحُ بَعْدَ صَلَاةِ العِيدِ، أَمَّا الذي يَعِيشُ في قَرْيَةٍ لَا تُقَامُ فِيهَا صَلَاةُ الجُمُعَةِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَذْبَحَ بَعْدَ الفَجْرِ وَلَوْ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
أَمَّا آخِرُ وَقْتِ التَّضْحِيَةِ:
فَقَدْ ذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ وَالمَالِكِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ إلى أَنَّ آخِرَ وَقْتِ التَّضْحِيَةِ هُوَ غُرُوبُ شَمْسِ اليَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ، وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إلى أَنَّ آخِرَ وَقْتٍ للتَّضْحِيَةِ هُوَ غُرُوبُ شَمْسِ اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
يَنْبَغِي للمُسْلِمِ أَنْ يُسَارِعَ في التَّضْحِيَةِ ضِمْنَ المُدَّةِ التي لَا خِلَافَ فِيهَا بَيْنَ الفُقَهَاءِ، وَهِيَ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ العِيدِ إلى غُرُوبِ شَمْسِ اليَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ، وَلَكِنْ إِذَا اضَطَرَّ للتَّأْخِيرِ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ فَإِنَّهُ إِنْ ذَبَحَ في اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَأُضْحِيَّتُهُ صَحِيحَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، لِأَنَّهُ قَوْلٌ مُعْتَمَدٌ عِنْدَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ، وَلَهُمْ مُسْتَنَدُهُمْ في ذَلِكَ، وَهُوَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ» أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَحْمَدُ.
وَبِالاتِّفَاقِ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةٌ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
