الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِذَا كَانَ البَائِعُ يَعْلَمُ أَنَّ المُشْتَرِيَ لِهَذِهِ الأَخْشَابِ سَيَصْنَعُ مِنْهَا تَمَاثِيلَ وَصُلْبَانَاً، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ البَيْعُ، لِمَا في ذَلِكَ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ وَمَعْصِيَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلِمَا في ذَلِكَ مِنْ نَشْرِ الأَصْنَامِ وَالصُّلْبَانِ بَيْنَ الخَلَائِقِ، وَاللهُ جَلَّ وَعَلَا يَقُولُ: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
وَهَذَا مَا نَصَّ عَلَيْهِ الفُقَهَاءُ مِنْ حُرْمَةِ بَيْعِ العِنَبِ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ خَمْرَاً، وَالسِّلَاحُ لِمَنْ يُقَاتِلُ بِهِ المُسْلِمِينَ، وَالخَشَبُ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ صَلِيبَاً.
وَلَكِنَّ كَثِيرَاً مِنَ الفُقَهَاءِ يُصَرِّحُ هُنَا بِالكَرَاهَةِ بَدَلَاً مِنَ التَّحْرِيمِ، وَرُبَّمَا هِيَ الكَرَاهَةُ التَّحْرِيمِيَّةُ القَرِيبَةُ مِنَ الحَرَامِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |