الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالتقوى هي أن تجعل بينك وبين الشيء الذي تخافه وقاية، وعرَّف العلماء التقوى في الشرع بأنها: امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، بفعل كلِّ مأمورٍ به، وترك كلِّ منهيٍّ عنه.
لأن المراد بالتقوى وقاية العبد نفسه من النار، وذلك بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات، في كل ما يتعلَّق بأقوالك وأفعالك وأحوالك.
فاتق الله في بصرك فلا تنظر إلى ما حرَّم عليك، واتق الله في لسانك فلا تتكلم في ما حرَّم عليك، واتق الله في سمعك فلا تسمع ما حرَّم عليك، واتق الله في جوارحك كلِّها فلا تفعل بها معصيةً لله عز وجل.
واتق الله في مالك فلا تصرف منه شيئاً فيما حرَّم عليك، ولا تأكل أموال الناس بالباطل، فهذا من التقوى.
ويصل العبد إلى مرتبة المتقين من خلال العلم أولاً، ثم من خلال مجاهدته لنفسه حيث يلزمها فعل الطاعات وترك المعاصي، ثم يصاحب المتَّقين، لأن صحبة المتقين بلسم نافع بإذن الله تعالى للمقصِّرين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}.
سأل رجل أبا هريرة رضي الله عنه: ما التقوى؟ قال: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيتُ الشوك عدتُ عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من المتقين. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
