الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول صلى الله عليه وسلم: (بَرُّوا آباءَكُمْ تَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ) رواه الحاكم عن جابر رضي الله عنه. ويقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}.
هذا لا شك فيه ولا ريب بشكل عام، ولكن قد ابتلى الله تعالى بعض الآباء بأبنائهم، كما ابتلى الله تبارك وتعالى سيدنا نوح عليه السلام بولده، والطامَّة تقع على الولد العاق، وأما بالنسبة للوالد فله أجر عظيم على صبره وحلمه نحو ولده، وهذا من باب قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}.
والابتلاء من طبيعة هذه الحياة الدنيا، وحياة بدون ابتلاء لا تكون، والابتلاء للمؤمن لا يعني أن حياته غير طيبة، لأن الحياة الطيبة تكون برضا القلب عن الله عز وجل، لأن من شروط صحة الإيمان الرضا بالقضاء والقدر، والقدر وإن كان مراً فهو خير في حق المؤمن. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |