مظاهر التكبر

311 - مظاهر التكبر

02-05-2007 1076 مشاهدة
 السؤال :
نحن نعلم أن التكبر من الكبائر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). أخرجه مسلم. فلا يرخص في الكبر مهما كان قليلاً، وأنه مانع لدخول الجنة، فما هي مظاهر التكبر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 311
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالكِبْرُ هُوَ: العَظَمَةُ. وَذَلِكَ لَا يَسْتَحِقُّهُ غَيْرُ اللهِ تعالى، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

وَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَاً مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ». أخرجه أبو داود.

وَاتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الكِبْرَ مِنَ الكَبَائِرِ، وَهُوَ صِفَةٌ نَفْسِيَّةٌ في الإِنْسَانِ، لَهُ مَظَاهِرُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، مِنْ هَذِهِ المَظَاهِرِ:

أولاً: تَصْعِيرُ الوَجْهِ، وَهُوَ مَيْلُ العُنُقِ، وَالإِشَاحَةُ بِالوَجْهِ عَنِ النَّظَرِ كِبْرَاً، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ المُتَكَبِّرِينَ، وَلِذَلِكَ نَهَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحَاً إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.

ثانياً: الاخْتِيَالُ في المَشْيِ، وَهُوَ يَعْنِي التَّبَخْتُرَ وَالتَّعَالِيَ في المِشْيَةِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحَاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولَاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهَاً﴾.

وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ». أخرجه البخاري.

ثالثاً: التَّرَفُّعُ عَنْ مُجَالَسَةِ مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنْهُ، وَالتَّرَفُّعُ عَنْ زِيَارَتِهِ، وَعَنِ السَّلَامِ عَلَيْهِ وَمُصَافَحَتِهِ.

رابعاً: أَنْ يَمْشِيَ وَيَمْشِيَ أَتْبَاعُهُ خَلْفَهُ، وَهُوَ يُرِيدُ بِذَلِكَ التَّكَبُّرَ.

خامساً: حُبُّهُ القِيَامَ لَهُ، وَالقِيَامُ عَلَى ضَرْبَيْنِ:

أ ـ قِيَامُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وفي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رواه الترمذي، وَهَذِهِ عَادَةُ الأَعَاجِمِ وَالمُتَكَبِّرِينَ.

ب ـ قِيَامٌ عِنْدَ مَجِيءِ الإِنْسَانِ، فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ لَا يَكَادُونَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ سَيِّدُنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ ـ أَيْ الصَّحَابَةُ ـ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ. أخرجه الترمذي.

وَقَدْ قَالَ العُلَمَاءُ: يُسْتَحَبُّ القِيَامُ للوَالِدَيْنِ، وَالإِمَامِ العَادِلِ، وَفُضَلَاءِ النَّاسِ، وَقَدْ صَارَ هَذَا كَالشِّعَارِ بَيْنَ الأَفَاضِلِ، فَإِذَا تَرَكَهُ الإِنْسَانُ في حَقِّ مَنْ يَصْلُحُ أَنْ يُفْعَلَ في حَقِّهِ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْسِبَهُ إلى الإِهَانَةِ وَالتَّقْصِيرِ في حَقِّهِ، فَيُوجِبُ ذَلِكَ حِقْدَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1076 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  محظورات أخلاقية واجتماعية

 السؤال :
 2019-06-19
 477
هَلْ يَجُوزُ وَضْعُ الوَالِدِ في دَارِ المُسِنِّينَ بِسَبَبِ إِضْرَارِهِ في البَيْتِ، وَإِسَاءَتِهِ لِزَوْجَةِ الوَلَدِ؟
 السؤال :
 2016-01-06
 12128
سؤال: أنا وقعت في ذنب من الذنوب، وتبت إلى الله تعالى منه، ولكن هناك من يعيرني بهذا الذنب، وأنا أتألم من ذلك، فماذا عليه وعليَّ أن نفعل؟
 السؤال :
 2013-11-02
 1315
هل يجوز للرجل أن يلعن زوجته إذا كانت ناشزةً، أو يلعن ولده إذا كان عاقَّاً؟ وإذا لعن الرجل زوجته هل يعتبر ذلك طلاقاً لأنها طردت من رحمة الله تعالى؟
 السؤال :
 2013-05-17
 52707
هل صحيح بأن العبد المملوك للمرأة يعتبر من محارمها، ويجوز له أن ينظر منها ما تنظر المرأة المسلمة من المرأة المسلمة؟
 السؤال :
 2012-10-22
 55830
هل يجوز للإنسان أن يمدح نفسه أمام الآخرين بقصد تعريفهم على قدرته في أمر من الأمور؟
 السؤال :
 2012-10-15
 3273
هل تقبل توبة من ذهب إلى عرَّاف؟ وهل يجب عليه أن يجدد إسلامه؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414198704
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :