قول المسلم لأخيه المسلم: صباح الخير

329 - قول المسلم لأخيه المسلم: صباح الخير

02-05-2007 96670 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أنه لا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه: صباح الخير، لأن هذا شعار المشرك والكافر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 329
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَفْضَلُ شَيْءٍ للمُسْلِمِ الاتِّبَاعُ، وَالخَطَرُ كُلُّ الخَطَرِ في الابْتِدَاعِ، وَكُلَّمَا خَفِيَتْ سُنَّةٌ ظَهَرَتْ بِدْعَةٌ، وَكُلَّمَا اخْتَفَتْ بِدْعَةٌ ظَهَرَتْ سُنَّةٌ، وَالسُّنَّةُ نُورٌ، وَالبِدْعَةُ ظُلْمَةٌ.

وَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».

وَعَنْ سَيِّدِنَا عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً جَاءَ الى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ جَلَسَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَشْرٌ».

ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ.

فَقَالَ: «عِشْرُونَ».

ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ.

فَقَالَ: «ثَلَاثُونَ».

مِنْ هَذَا يَتَّضِحُ أَنَّ تَحِيَّةَ الإِسْلَامِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، يُحَيِّي بِهَا المُسْلِمُ أَخَاهُ المُسْلِمَ، إِذْ هَذِهِ التَّحِيَّةُ سَبَبٌ لِتَآلُفِ المُسْلِمِينَ، وَتَحْصِيلٌ لِثَوَابٍ عَظِيمٍ، وَسَبَبٌ لِشُيُوعِ السِّلْمِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَهَذَا مِنْ أُسُسِ الإِيمَانِ الذي هُوَ مِفْتَاحُ الجَنَّةِ.

فَالخَيْرُ لَنَا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِسُنَّةِ الإِسْلَامِ، امْتِثَالَاً لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ﴾. وَأَمَّا هَذِهِ الأَلْفَاظُ الشَّائِعَةُ، فَالأَوْلَى بِالمُسْلِمِ تَرْكُهَا، وَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَاعِلَاً فَلْيَكُنْ بَعْدَ كَلِمَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَى التَّحِيَّةِ بِالأَلْفَاظِ الشَّائِعَةِ ـ بَدَلَاً مِنْ كَلِمَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ـ أَيُّ شَيْءٍ، سِوَى تَرْكِ السُّنَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
96670 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  سنن وآداب نبوية

 السؤال :
 2022-10-10
 586
إِذَا رَأَيْتُ صَدِيقًا لِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ جَدِيدَةٌ، فَهَلْ مِنْ دُعَاءٍ مَسْنُونٍ أَقُولُهُ لَهُ؟
رقم الفتوى : 12228
 السؤال :
 2020-04-22
 4950
هَلْ صَحِيحُ بِأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ دَفْنُ أَظْفَارِ الإِنْسَانِ بَعْدَ قَصِّهَا؟
رقم الفتوى : 10322
 السؤال :
 2019-01-22
 1260
ما هي آداب الطعام التي دعانا إليها سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 9409
 السؤال :
 2019-01-22
 3350
هل صحيح أن الكلام على الطعام لا يجوز شرعاً؟
رقم الفتوى : 9408
 السؤال :
 2018-07-28
 18890
هل صحيح بأنه من السنة إعادة السلام ثانية، إذا خرج الإنسان من المجلس وعاد إليه، أو حال بين الرجلين جذع شجرة؟
رقم الفتوى : 9051
 السؤال :
 2018-01-28
 8299
ورد في الحديث الـشريف أن نتف شعر الإبط من سنن الفطرة، والفقهاء يقولون: إنه يصح الحلق؛ ألا يستفاد من الأحاديث أن إزالة شعر الإبط حـصراً يجب أن يكون بالنتف؟
رقم الفتوى : 8639

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414027318
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :