الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أخي الكريم: المسلمون عند شروطهم، ومن صفات المفلحين الوفاء بالوعد والعهد {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}. فطالما قريبك أحسن إليك، وأقرضك قرضاً حسناً يلتمس فيه رضا الله عز وجل، وتفريج الكرب عنك، وأخبر زوجتك بأنه إذا توفر معكم أكثر مما اتفقتم عليه أن ترسلوه له، أرى من الواجب عليك أن تسدد ما ترتب عليك في أقرب وقت، وذلك لتقابل الإحسان بالإحسان، كما قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}. وأذكر نفسي وإياك بحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (ليس الزَّهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهد: أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أُصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك) أخرجه الترمذي. فثق بما في يد الله أكثر مما تثق بما في يدك، فكيف بما في يد غيرك، والذي وسع عليك قادر أن يوسع عليك بعد سداد دينك، وعجل يا أخي بتبرئة الذمة قبل نهاية الأجل. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |