أصاب زوجته بعينه

4156 - أصاب زوجته بعينه

14-08-2011 19497 مشاهدة
 السؤال :
رجل أكرمه الله تعالى بزوجة صالحة حسناء، تعجبه جداً، ووقعت في المرض العضال، ويظن الرجل أن وقوعها في المرض العضال بسبب عينه، فما هو العلاج في هذه الحالة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4156
 2011-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا) رواه مسلم.

ثانياً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ أَوْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيُبَرِّكْهُ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) رواه الإمام أحمد، وفي رواية ابن ماجه وغيره: (فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ). ويقول الله تبارك وتعالى: {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّه}، فبعض العلماء قال: إذا رأى أحد على نفسه أو أهله أو ماله شيئاً أعجبه قال: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله). وفي الحديث الذي يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره) رواه ابن السني.

وبناء على ذلك:

فقد يصيب الرجل زوجته بعينه إذا أعجبته، كما جاء في الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنْ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَلُبِطَ سَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ، وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ؟ قَالَ: (هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟) قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: (عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟) ثُمَّ قَالَ لَهُ: (اغْتَسِلْ لَهُ)، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. رواه الإمام أحمد والطبراني والنسائي.

فإذا شعر الرجل بأنه أصاب زوجته بعينه فليغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره، ثم يصيب تلك الماء على زوجته، ويدعو بالدعاء: (أعوذ بكلمات الله التامة، من كلِّ شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري.

وربما أن يكون المرض الذي أصاب تلك الزوجة ليس بسبب عينه، بل ابتلاء من الله تعالى، فلا حرج من أخذ الدواء لدائها، إضافة إلى الدعاء وصبِّ الماء عليها كما أسلفنا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19497 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1352
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 273
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 646
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2913
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1298
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7616
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414444222
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :