الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ) رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي سنن ابن ماجة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ أَوْ أَخْصِفَ نَعْلِي بِرِجْلِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ).
وروى الطبراني عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: (رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على قبر فقال: يا صاحب القبر انزل من على القبر، لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك).
وبناء على ذلك:
فقد كره العلماء الجلوس على القبر، والمشي عليها، فمن جلس على القبر أو مشى عليه سرى إليه ضرره وهو لا يشعر، لأن حرمة الميت كحرمة الحي، ويتأذَّى الميت كما يتأذَّى الحي، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه الإمام أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
أما قضاء الحاجة فوق القبور فيحرم، ومن جلس على قبر أو مشى فوقه فليذكر أنه هو صاحب القبر فهل يرضى بذلك؟ هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
