تفسير: {فتبسم ضاحكاً من قولها}

4274 - تفسير: {فتبسم ضاحكاً من قولها}

03-10-2011 13510 مشاهدة
 السؤال :
كيف نفهم قول الله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا}؟ وما هو الفارق بين التَبَسُّم والضحك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4274
 2011-10-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالفارق بين التَبَسُّم والضحك، هو: أن التَبَسُّم أول الضحك، ويكون غالباً للسرور، أما الضحك فهو: انبساط الوجه وبُدوِّ الأسنان، فالضحك أعمُّ من التَبَسُّم، وإن كان بصوت، وكان يُسمع من بعيد فهو القهقهة.

وبذلك يكون لدينا ثلاث مراتب:

الأولى: التَبَسُّم، وهو ما كان بلا صوت، بل مجرد انفراج الفم.

الثانية: الضحك، وهو التَبَسُّم المصحوب بصوت خفيف.

الثالثة: الضحك، بصوت عال وهو القهقهة.

ويطلق التَبَسُّم على الضحك، كما في الحديث الشريف: (مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا تَبَسُّمًا) رواه الإمام الترمذي عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا يكثر من الضحك، ولا يقهقه، بل كان: (طويلَ الصمتِ، قليلَ الضحكِ) وهما صفتان ينبغي أن يتحلَّى بهما المسلم: طولُ الصمتِ، وقلةُ الضحكِ. هذا أولاً.

ثانياً: أما قوله تعالى: عن سيدنا سليمان عليه السلام: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا}. فقال المفسرون: أي تبسَّم شارعاً في الضحك وآخذاً منه، يعني تجاوز حدَّ التَبَسُّم إلى الضحك، والتَبَسُّم الموصل إلى الضحك إنما هو عن سرور، ولا يُسَرُّ نبيٌ بأمر الدنيا، وإنما يُسَرُّ بما كان من الدين والآخرة.

وسبب تبسُّمِ سيدنا سليمان عليه السلام: هو قول النملة: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون}. حيث أُعجب بما دلَّ من قولها على ظهور رحمته ورحمة جنوده، والتماس العذر لهم إذا هم حطَّموا النمل بدون شعور منهم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
13510 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414907861
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :