الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فصلاة الجمعة فرض في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من تركها تهاوناً، فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي الجَعْد الضَّمْري.
وقد ذكر الفقهاء أنَّ من الأعذار التي تبيح للمسلم أن يتخلَّف عن صلاة الجمعة، خوف ضياع مال، أو ضرر يقع عليه.
وبناء على ذلك:
فيجب على الطلاب الاعتراض على القائمين بتنظيم شؤون امتحان الطلاب، كما يجب على المدرِّسين والمراقبين الاعتراض على وقت الامتحان الذي يكون أثناء صلاة الجمعة.
وليعلم القائمون على تنظيم امتحان الطلاب الذين يجعلون وقت الامتحان عند صلاة الجمعة أنهم مندرجون تحت قول الله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى}.
وإذا تعذَّر تغيير هذا المنكر، وكان تخلُّفهم عن الامتحان يسبِّب ضرراً بليغاً، فلا حرج عليهم في ترك صلاة الجمعة، والإثم على مؤقِّت الامتحان في وقت صلاة الجمعة، وعلى الطلاب أن يصلُّوا صلاة الظهر بعد انتهاء المسلمين من صلاة الجمعة. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
