الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (إِذَا أَتَيْتُمْ الغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا).
وقد ورد في الأثر: (من جلس يبول قبالة القبلة، فذكر فتحرَّف عنها إجلالاً لها، لم يقم من مجلسه حتى يغفر له).
وجاء في الهدية العلائية: وكُرِهَ استقبال قبلة واستدبارُها لأجل بول أو غائط، ولو في البناء، حتى لو تذكَّر في أثناء ذلك انحرف إن أمكنه ذلك، وإلا فلا.
وكره للمرأة إمساك صغير لبول أو غائط نحو القبلة، ويكره استقبال عين الشمس والقمر، أما استدبارهما فلا يكره.
وجاء في حاشية ابن عابدين رحمه الله تعالى: (كَمَا كُرِهَ تَحْرِيمًا اسْتِقْبَالُ قِبْلَةٍ وَاسْتِدْبَارُهَا لأَجْلِ بَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ، فَلَوْ لِلاسْتِنْجَاءِ لَمْ يُكْرَهْ، وَلَوْ فِي بُنْيَانٍ، لإِطْلَاقِ النَّهْيِ)، وهو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا أَتَيْتُمْ الغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا).
وبناء على ذلك:
فيكره تحريماً بناء دورة المياه على شكلٍ إذا جلس الإنسان لقضاء حاجة يكون مستقبلاً القبلة أو مستدبرها.
وكذلك يكره تحريماً استقبال القبلة أو استدبارها حال قضاء الحاجة، وإذا تذكَّر أثناء ذلك انحرف إن أمكنه ذلك ندباً.
ولا يكره استقبال القبلة ولا استدبارها حال الاستنجاء. هذا، والله تعالى أعلم.
