هل يشترط أن يكون حجاب المرأة أسود؟

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون}ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} ويقول تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}.

ثانياً: جاء في سنن أبي داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (لَمَّا نَزَلَتْ: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤوسِهِنَّ الغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَةِ).

ثالثاً: الأصل في ثياب المرأة أنَّه ليس لها لون خاصٌّ تلبسه المرأة عند خروجها من البيت، فلها أن تلبس ما شاءت بشروطٍ:

1ـ أن لا يكون فيه زينة مُلفِتَةٌ للنظر.

2ـ أن لا يكون شفافاً يظهر ما تحته.

3ـ أن لا يكون ضيقاً يظهر حدود الجسم.

4ـ أن يغطي جميع البدن.

5ـ أن لا يكون مزخرفاً ومطرَّزاً ولامعاً ومنقوشاً يُلفِتُ أنظار الرجال إليه، لقوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}.

وبناء على ذلك:

 فلا يُشترط أن يكون لباس المرأة الذي تستر به ثيابها أسود، بل تلبس ما شاءت بالشروط المذكورة سابقاً، ولكن الأفضل هو الأسود، لِما فيه من زيادة الوقار والحشمة والابتعاد عن الزينة، ولهذا كان هو الغالب في نساء الصحابة رضي الله عنهنَّ كما جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها.

وللمرأة أن تُراعيَ لون ثياب عامَّة نساء بلدها الذي يحقق شروطه. هذا، والله تعالى أعلم.