الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذكر الفقهاء بأنَّ خطبة الجمعة شرطٌ لِصِحَّةِ صلاة الجمعة، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه الإمام البخاري عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
ولأنَّ الخطبتين أُقيمتا مقام الركعتين، وكلُّ خطبة مكان ركعة، فالإخلال بإحداهما كالإخلال بإحدى الركعتين. هذا أولاً.
ثانياً: أركان الخطبة عند الحنفية تحميدةٌ أو تهليلةٌ أو تسبيحةٌ، وعند المالكية لا بدَّ من جملة تشتمل على تحذيرٍ وتبشيرٍ.
وأركانها عند الشافعية:
1ـ حمدُ اللهِ تعالى. 2ـ الصلاةُ على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. 3ـ الوصيةُ بالتَّقوى. 4ـ الدعاءُ للمؤمنين في الخطبة الثانية. 5ـ قراءةُ آيةٍ من القرآن الكريم.
وأركانها عند الحنابلة:
1ـ حمدُ اللهِ تعالى. 2ـ الصلاةُ على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. 3ـ الموعظةُ. 4ـ قراءةُ آيةٍ من القرآن الكريم كاملة.
ثالثاً: ومن شروط صِحَّةِ الخطبة:
1ـ أن تقعَ في وقت الجمعة. 2ـ أن تكون قبل صلاة الجمعة. 3ـ حضورُ جماعةٍ تنعقد بهم. 4ـ رفعُ الصوتِ بها. 5ـ كونها بالعربية، والمراد بذلك أن تكون أركانها بالعربية، ولو كان الجماعة عجماً لا يعرفون العربية، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وبناء على ذلك:
فمن شروط صِحَّةِ صلاة الجمعة أن يأتيَ الخطيب بأركان خطبة الجمعة باللغة العربية ما دام قادراً عليها، ولو كان الجماعة عجماً لا يعرفون العربية. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
