هل هذا نوع من أنواع التعاون على الربا؟

5228 - هل هذا نوع من أنواع التعاون على الربا؟

02-06-2012 33285 مشاهدة
 السؤال :
تقدَّم رجل لشراء منزلي، وطلب مني فراغة البيت حتى يتمكَّن من القرض من بنك ربوي، ثم بعد ذلك يسدِّد لي قيمة المنزل، فهل يجوز هذا البيع؟ أم أكون آثماً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5228
 2012-06-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الرِّبا كبيرةٌ من الكبائِرِ، وهو من الموبقاتِ السَّبعِ التي حذَّرَ منها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: أَعلَنَ اللهُ تعالى حَربَهُ على المُرابينَ بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾.

ثالثاً: المُرابي ملعونٌ، وملعونٌ من أَعانَ على الربا بكتابةٍ أو إشهادٍ، روى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ:«هُمْ سَوَاءٌ»).

رابعاً: يقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ﴾.

وبناء على ذلك:

 فَبيعُكَ المنزلَ لهذا الرجلِ، وفراغتُكَ له قبلَ قَبضِ الثَّمنِ كاملاً، لِيَقومَ بالقرضِ من البنوكِ الرِّبويَّةِ، لا يجوزُ؛ لِما فيه من التَّعاونِ على الإثمِ والعُدوانِ، وتَسهيلِ التَّعاملِ بين البنكِ الرِّبويِّ والمُرابين الذين يتعاملونَ معه.

يقول الإمام المناوي رحمه الله تعالى عن الكاتب والشَّاهد في عُقودِ الرِّبا: وَاستِحقَاقُهُما اللَّعنَ، من حيثُ رِضَاهُما بِهِ، َوِإِعَانَتُهُما عليهِ. اهـ.

وأنتَ إن فَعلتَ ذلك كنتَ من الرَّاضينَ بِعُقودِ الرِّبا والمُعينينَ عليها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
33285 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  البيوع والمعاملات المحرمة

 السؤال :
 2022-02-17
 300
هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ وَشِرَاءُ العُمْلَاتِ الرَّقَمِيَّةِ؟
 السؤال :
 2021-01-20
 181
سمعت فتوى من بعض العلماء من خلال قناة فضائية، بجواز بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين، في بلاد الاغتراب، فما مدى صحة هذه الفتوى؟
 السؤال :
 2021-01-20
 853
رجل اشترى سلعة بالأقساط الشهرية، واشترط البائع عليه، بأنه إذا تأخر في دفع قسط من الأقساط، فإنه سيزيد عليه نسبة معينة جزاء التأخير، فما مدى صحة هذا العقد؟ هل هو صحيح والشرط لاغٍ، أم إنه عقد باطل؟
 السؤال :
 2021-01-20
 319
ما حكم شراء ورقة يانصيب؟ وإذا ابتلي الإنسان بذلك وربح مالاً من خلال ذلك، فما هو الواجب الشرعي عليه؟
 السؤال :
 2020-06-13
 1360
مَا حُكْمُ شِرَاءِ بَيْتٍ في دَوْلَةٍ أَوربيةٍ، عَنْ طَرِيقِ بَنْكٍ رِبَوِيٍّ، حَيْثُ أَقْسَاطُهُ أَقَلُّ مِنْ آجَارِ البَيْتِ؟
 السؤال :
 2018-12-19
 2179
لي مخصصات من مادة المازوت، وأنا لست بحاجة إليها، فهل يجوز أن أبيعها لجاري، وأطلب من البائع أن يفرغ المازوت في خزان جاري؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413997584
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :