الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَإِذَا صَلَّى المُسَافِرُ خَلْفَ المُقِيمِ وَجَبَ عَلَيْهِ الإِتْمَامُ، وَقَدْ سُئِلَ سَيِّدُنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا بَالُ المُسَافِرِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ إِذَا انْفَرَدَ، وَأَرْبَعَاً إِذَا ائْتَمَّ بِمُقِيمٍ؟ فَقَالَ: تِلْكَ السُّنَّةُ.
وَأَمَّا المُؤْتَمُّونَ إِذَا صَلُّوا خَلْفَ إِمَامٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ لِسَفَرِهِ، فَإِنْ كَانُوا مُقِيمِينَ أَتَمُّوا صَلَاتَهُمْ بَعْدَ سَلَامِهِ، إِذْ لَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَؤُمَّ المُسَافِرُ المُقِيمِينَ، فَقَدْ أَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مِنَىً، وَقَالَ: «يَا أَهْلَ الْبَلَدِ، صَلُّوا أَرْبَعًا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ». أخرجه أبو داود. وَإِنْ كَانُوا مُسَافِرِينَ قَصَرُوا مَعَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |