الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ واللهُ شَدِيدُ الْعِقَاب﴾.
وقد جاء في سِيرةِ ابنِ هشامٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، بأنَّ الشَّيطانَ أتى قُرَيشاً يومَ بدرٍ بِصُورةِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ.
ثانياً: جاء في سِيرةِ ابنِ هشامٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، بأنَّ الشَّيطانَ تَصَوَّرَ بِصُورةِ شيخٍ نَجديٍّ لمَّا اجتَمَعوا في دارِ النَّدوةِ للتَّشاوُرِ في أمرِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هل يقتُلونَهُ، أو يَحبِسونَهُ، أو يُخرِجونَهُ.
وبناء على ذلك:
فإنَّ اللهَ تعالى أعطى الجِنَّ قُدرةَ التَّشكُّلِ في صُوَرِ الإنسِ والبهائِمِ، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا، فَمَنْ رَأَى شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلَاثاً، فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ». هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
