حكم السُّترة في الصلاة والحكمة منها

5704 - حكم السُّترة في الصلاة والحكمة منها

25-12-2012 31762 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم الشرع في سُترة المصلي؟ وما هي الحكمة منها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5704
 2012-12-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عن عَوْن بْن أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ لَا يُمْنَعُ).

وروى أيضاً عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ، فَلْيُصَلِّ وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ». معنى مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ: أي في مِثْلِ غِلَظِه.

وقد نصَّ الفقهاءُ على أنَّ السُّترةَ مَندوبةٌ للإمامِ والمنفرِدِ إن خَشِيا مُرورَ أحدٍ بينَ يَدَيهِما في محلِّ سُجودِهِما فقط، ولا بأسَ بتركِ السُّترةِ إذا أمِنَ المصلِّي المرورَ، هذا عندَ الحنفيَّةِ والمالكيَّةِ.

وعندَ الشَّافعيَّةِ والحنابلةِ يُستحبُّ للمصلِّي أن يُصلِّيَ إلى سُترةٍ، سواءٌ كانَ في المسجدِ أو في البيتِ.

واتَّفقَ الفقهاءُ على أنَّ سُترةَ الإمامِ سُترةٌ لمن خَلفَهُ، لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صلَّى إلى سُترةٍ، ولم يأمُرْ أصحابَهُ بِنَصبِ سُترةٍ أخرى، روى الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: (أَقْبَلْتُ رَاكِباً عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنىً إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ). معنى أتَانٍ: أي الحمارَةُ الأنثى.

وبناء على ذلك:

 فيُستحبُّ اتِّخاذُ سُترةٍ للإمامِ والمنفرِدِ، وخاصَّةً إذا خَشِيَ مُرورَ أحدٍ مكانَ سُجودِهِ، ولا حَرَجَ من تركِ السُّترةِ إذا أمِنَ المصلِّي المرورَ.

والحكمةُ من اتِّخاذِ السُّترةِ هوَ منعُ المرورِ بينَ يَدَيِ المصلِّي، وتمكينُ المصلِّي من حَصْرِ تفكيرِهِ في الصَّلاةِ، وعَدَمُ استِرسالِهِ في النَّظَرِ إلى الأشياءِ، وكفُّ بَصَرِهِ عمَّا وراءَ سُترَتِهِ لئلا يفوتَهُ الخُشوعُ في الصَّلاةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31762 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الصلاة

 السؤال :
 2025-05-14
 691
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَدْعُوَ فِي صَلَاتِهِ إِلَّا بِمَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»؟
 السؤال :
 2025-03-12
 159
مَا السِّرُّ فِي وُجُوبِ سَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ؟
 السؤال :
 2024-07-25
 548
هَلِ الاسْتِفْتَاحُ في الصَّلَاةِ مَقْصُورٌ عَلَى قَوْلِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ؛ أَمْ هُنَاكَ صِيَغٌ أُخْرَى؟
 السؤال :
 2024-07-25
 536
مَا حُكْمُ دُعَاءِ الاسْتِفْتَاحِ في الصَّلَاةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 1074
مَا هِيَ شُرُوطُ صِحَّةِ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَوَاتِ، سَوَاءٌ كَانَتْ جَمْعَ تَقْدِيمٍ أَو جَمْعَ تَأْخِيرٍ؟
 السؤال :
 2022-08-22
 428
مَا فَضْلُ تَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ؟ وَمَتَى تُدْرَكُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3234
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424602264
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :