حكم من أفتى بجواز قتل الأبرياء

5727 - حكم من أفتى بجواز قتل الأبرياء

19-01-2013 14924 مشاهدة
 السؤال :
هل بالإمكان أن نحكم على من أفتى بجواز قتل الأبرياء أنه سيكتب على جبينه آيس من رحمة الله تعالى يوم القيامة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5727
 2013-01-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الإِفْتَاءُ بِقَتْلِ الأَبْرِيَاءِ جَرِيمَةٌ كُبْرَى، وَمَنِ اسْتَحَلَّ قَتْلَ الأَبْرِيَاءِ فَإِنَّهُ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ   ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِِ تعالى ـ وَكَيْفَ يَجْرُؤُ الإِنْسَانُ عَلَى الإِفْتَاءِ بِجَوَازِ قَتْلِ الأَبْرِيَاءِ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُّتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً﴾؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ الله»؟ رواه ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثانياً: جَاءَ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إلى عَبْدِ الحَمِيدِ فَقَالَ: جَاءَنِي كِتَابُكَ، تَذَكَّرْ أَنَّ قَبْلَكَ قَوْمَاً مِنَ العُمَّالِ قَدِ اخْتَانُو مَالَاً فَهُوَ عِنْدَهُمْ، وَتَسْتَأْذِنُنِي في أَنْ أَبْسُطَ يَدَكَ عَلَيْهِمْ، فَالعَجَبُ مِنْكَ في اسْتِئْمَارِكَ إِيَّايَ في عَذَابِ بَشَرٍ كَأَنِّي جَنَّةٌ لَكَ، وَكَأَنَّ رِضَائِي عَنْكَ يُنْجِيكَ مِنْ سَخَطِ اللهِ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ مَنْ أَقَرَّ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ فَخُذْهُ بالذي أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَاسْتَحلِفْهُ وَخَلِّ سَبِيلَهُ، فَلَعَمْرِي لَأَنْ يَلْقَوُا اللهَ بِخِيَانَاتِهِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِدِمائِهِمْ. وَالسَّلَامُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمَنْ أَفْتَى بَجَوَازِ قَتْلِ الأَبْرِيَاءِ وَلَمْ يَتُبْ إلى اللهِ تعالى مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ، فَضْلَاً عَنْ أَنَّهُ يُكْتَبُ عَلَى جَبِينِهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى.

وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ هَذَا الكَلَامَ عَنْ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى أَخْفَى عَنَّا عَيْبَنَا فَضْلَاً عَنْ عُيُوبِ الآخَرِينَ، لَعَلَّ القَائِلَ والذي أَفْتَى بِذَلِكَ تَابَا إلى الله تعالى قَبْلَ مَوْتِهِما. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14924 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1215
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 232
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 588
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2847
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1255
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7532
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413846239
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :