هل اللقيط يتيم؟

6284 - هل اللقيط يتيم؟

05-05-2014 23483 مشاهدة
 السؤال :
هل يعتبر الولد اللقيط يتيماً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6284
 2014-05-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَكَرَ العُلَماءُ بأنَّ اليَتيمَ في النَّاسِ من لا أبَ لَهُ، وفي البَهَائِمِ من لا أُمَّ لَهُ، ومن فَقَدَ أُمَّهُ من النَّاسِ لا يُقالُ عَنهُ يَتيمٌ.

وقالَ الفُقَهاءُ: اليَتيمُ من ماتَ أبوهُ وهوَ دُونَ سِنِّ البُلوغِ، فإذا دَخَلَ سِنَّ التَّكلِيفِ لا يُعتَبَرُ يَتيماً، روى أبو داود عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ، وَلَا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ». هذا أولاً.

ثانياً: وذَكَرَ الفُقَهاءُ بأنَّهُ يَجِبُ على المُسلِمينَ حِمايَةُ اللَّقِيطِ، أو المَولودِ من زِنى، لأنَّ المَرأَةَ التي حَمَلَت من سِفاحٍ، وطَلَبَت من سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يُقيمَ عَلَيها الحَدَّ وهيَ حَامِلٌ، أَرجَأَها حتَّى تَضَعَ حَمْلَها، ثمَّ تُرضِعَهُ حتَّى يُفطَمَ ويَستَغنِيَ عَنها.

ثالثاً: وقَرَّروا على وُجُوبِ أخْذِ اللَّقِيطِ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾. والتِقَاطُهُ من عَمَلِ الخَيرِ، قال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾. وقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾.

رابعاً: وأجمَعُوا على تَحريمِ رَمْيِهِ بأنَّهُ ابنُ زِنى، فإنَّهُ لا ذَنبَ لَهُ في ذلكَ.

وبناء على ذلك:

فاللَّقِيطُ إذا لم يُعرَفْ لَهُ أَبٌ شَرعِيٌّ لا يُعتَبَرُ يَتيماً، ولكن من قامَ بِرِعَايَتِهِ فَلَهُ أجرٌ عَظيمٌ، وهوَ مُندَرِجٌ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾.

ولكن لا يَجوزُ تَبَنِّي اللَّقِيطِ، لأنَّ ذلكَ كَذِبٌ وَزُورٌ وفِيهِ اخِتلاطُ أنسابٍ، وفِيهِ خُطُورَةٌ على الأعراضِ، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
23483 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-02-11
 39
مَا حُكْمُ الأَبِ الَّذِي يَتَعَنَّتُ في تَزْوِيجِ بَنَاتِهِ، مَعَ أَنَّهُ يَتَقَدَّمُ لَهُنَّ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ وَالكَفَاءَةِ؟
رقم الفتوى : 13452
 السؤال :
 2025-02-11
 49
لِي صَدِيقٌ عَلَاقَتِي مَعَهُ جَيِّدَةٌ، غَيْرَ أَنِّي لَا أُحِبُّهُ، وَأَجِدُ في قَلْبِي حِقْدًا عَلَيْهِ وَلَا أَرْتَاحُ لَهُ، وَلَكِنْ أَقُومُ بِحُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ مَعَهُ، فَهَلْ عَلَيَّ إِثْمٌ في عَدَمِ رَاحَتِي لَهُ؟
رقم الفتوى : 13451
 السؤال :
 2025-02-11
 46
أَشْعُرُ في هَذِهِ الأَيَّامِ بِقَلَقٍ شَدِيدٍ، وَلَا أَدْرِي مَا السَّبَبُ، فَمَا عِلَاجُ هَذَا القَلَقِ؟
رقم الفتوى : 13450
 السؤال :
 2024-11-27
 873
أَخِي يُرِيدُ الزَّوَاجَ مِنِ امْرَأَةٍ فَاسِقَةٍ سَافِرَةٍ مُتَبَرِّجَةٍ، وَوَالِدَايَ لَا يُوَافِقَانِهِ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى الزَّوَاجِ مِنْهَا، فَهَلْ يَحِقُّ لِلْوَالِدَيْنِ حِرْمَانُهُ مِنَ التَّرِكَةِ إِنْ تَزَوَّجَ مِنْهَا؟
رقم الفتوى : 13391
 السؤال :
 2024-11-27
 275
هَلْ يَجُوزُ لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ عَلَى المُدَّعَى عَلَيْهِ بِعِلْمِهِ، بِدُونِ إِحْضَارِ الشُّهُودِ مِنَ المُدَّعِي؟
رقم الفتوى : 13389
 السؤال :
 2024-08-17
 1353
نَصَحَنِي أَحَدُ الإِخْوَةِ عِنْدَمَا عَلِمَ أَنَّنِي أُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِئَةِ مَرَّةً، فَقَالَ لِي: هَذِهِ بِدْعَةٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعِنْدَهَا تَوَقَّفْتُ عَنْ هَذَا العَدَدِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
رقم الفتوى : 13258

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5638
المقالات 3202
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 420838462
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :