{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}

6221 - {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}

27-03-2014 2069 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6221
 2014-03-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى في سُورَةِ القَمَرِ: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَر * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر﴾. فقد بَيَّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ في هذهِ السُّورَةِ مَقامَ المُتَّقينَ في الآخِرَةِ، بأنَّ لَهُم في الجَنَّةِ مَقعَدَ صِدْقٍ، أي مَجلِسِ حَقٍّ لا لَغوَ فيهِ، ولا تأثيمَ، ويَقولُ الإمامُ جَعفَرُ الصَّادِقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: مَدَحَ اللهُ المَكانَ بالصِّدْقِ، فلا يَقَعُ فيهِ إلا أهلُ الصِّدْقِ. اهـ.

ويَقولُ الإمامُ فَخرُ الدِّينِ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ أي: حَقٍّ لا لَغوَ فيهِ، ولا تأثيمَ، ولم يَقُلْ: في مَجلِسِ صِدْقٍ، لأنَّ القُعودَ جُلوسٌ فيهِ مُكثٌ، ومنهُ قَواعِدُ البَيتِ، والقَواعِدُ من النِّساءِ، ولِذا قالَ: ﴿عِندَ مَلِيكٍ﴾ أي: مَلِكٍ تامِّ المُلكِ، ﴿مُّقْتَدِر﴾ أي: قَادِرٍ لا يُعجِزُهُ شَيءٌ، وهوَ اللهُ تعالى، و﴿عِنْدَ﴾ إشارَةٌ للرُّتبَةِ والكَرامَةِ والمنزِلَةِ من فَضْلِهِ تعالى. جَعَلَنا اللهُ تعالى ومُحِبِّينا منهُم. اهـ.

وبناء على ذلك:

فالمُتَّقونَ هُمُ الصَّادِقونَ، والصَّادِقونَ أعَدَّ اللهُ لَهُم مَقعَدَ صِدْقٍ تَكرُمَةً لَهُم، وهذهِ العِنْدَيَّةُ هيَ عِنْدِيَّةُ مَنزِلَةٍ وكَرامَةٍ وزُلفى، لا مَسَافَةَ ولا مُحَاسَّةَ.

اللَّهُمَّ اجعَلنا مِنهُم ومَعَهُم مَعَ من نُحِبُّ ويُحِبُّنا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2069 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414909448
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :