السيدة فاطمة رَضِيَ اللهُ عنها أمُّ أبيها

6395 - السيدة فاطمة رَضِيَ اللهُ عنها أمُّ أبيها

12-06-2014 53678 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن السيدة فاطمة رَضِيَ اللهُ عنها يقال عنها: أمُّ أبيها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6395
 2014-06-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد وُلِدَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتِيماً، لم يَرَ أباهُ عَبدَ الله، ثمَّ مَاتَت أُمُّهُ آمِنَةُ بِنتُ وَهَبٍ وهوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ابنُ سِتِّ سِنِينَ.

ثمَّ عَاشَ في كَنَفِ جَدِّهِ العَطُوفِ عَبدِ المُطَّلِبِ، حتَّى صَارَ عُمُرُهُ الشَّرِيفُ ثَمانَ سَنَوَاتٍ وشَهرَينِ وعَشرَةَ أيَّامٍ تُوُفِّيَ جَدُّهُ عَبدُ المُطَّلِبِ.

ثمَّ انتَقَلَ إلى كَفَالَةِ عَمِّهِ أبي طَالِبٍ شَقِيقِ أبِيهِ عِبدِ الله، وكَانَت زَوجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ، وكَانَ يَقولُ عَنها رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُمِّي، روى الحاكم عن عَلِيِّ بنِ أبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: لمَّا مَاتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ كَفَّنَها رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في قَمِيصِهِ وصَلَّى عَلَيهَا، وكَبَّرَ عَلَيها سَبعِينَ تَكبِيرَةً، ونَزَلَ في قَبرِها فَجَعَلَ يُومي ـ الإشارَةُ بأعضَاءِ الجَسَدِ كالرَّأسِ واليَدِ والعَينِ في نَواحِي القَبرِ ـ كَأَنَّهُ يُوسِعُهُ ويُسَوِّي عَلَيها وخَرَجَ من قَبرِهَا وعَينَاهُ تَذرِفَانِ، وحَثَا في قَبرِهَا، فَلمَّا ذَهَبَ قال لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: يا رَسولَ الله، رَأيتُكَ فَعَلتَ على هذهِ المرأَةِ شَيئاً لم تَفعَلْهُ على أَحَدٍ.

فقال: «يا عُمَرُ، إنَّ هذهِ المرأَةَ كَانَت أُمِّي بَعدَ أُمِّي التي وَلَدَتني، إنَّ أبا طَالِبٍ كَانَ يَصنَعُ الصَّنِيعَ، وتَكُونُ لَهُ المأدبَةُ، وكَانَ يَجمَعُنا على طَعَامِهِ، فَكَانَت هذهِ المرأَةُ تُفضِلُ مِنهُ كُلِّهُ نَصِيباً فَأعُودُ فِيهِ، وإنَّ جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ أخبَرَني عن رَبِّي عزَّ وجلَّ أنَّها من أهلِ الجَنَّةِ، وأخبَرَني جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ أنَّ اللهَ تعالى أَمَرَ سَبعِينَ ألفاً من المَلائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَيهَا».

ثمَّ رَزَقَهُ اللهُ تعالى السَّيِّدَةَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، وكَانَ كُلَّما رَآها تَذَكَّرَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ، وتَسَلَّى بها عَنها، وكَنَّاها بأُمِّ أبِيها.

وبناء على ذلك:

 

 فقد كَانَ يُطلِقُ عَلَيها سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أُمَّ أبِيها، لأنَّها كَانَت أصغَرَ بَنَاتِهِ، ولأنَّها كَانَت في البَيتِ لِوَحْدِها بَعدَ وَفَاةِ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، وتَوَلَّت رِعَايَةَ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، والسَّهَرَ عَلَيهِ، ولأنَّها حَمَلَت التَّيَّارَ الذي يَحمِلُ نُورَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَبرَ التَّارِيخِ، فهيَ أُمُّ أهلِ بَيتِ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَمِيعاً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
53678 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أسئلة في السيرة النبوية

 السؤال :
 2020-05-10
 4313
مِنَ المَعْلُومِ أَنَّ مَا تَرَكَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ صَدَقَةً، فَلِمَاذَا لَمْ تَكُنْ بُيُوتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْتِحَاقِهِ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى صَدَقَةً؟
 السؤال :
 2019-09-30
 5534
هَلْ هُنَاكَ نَسْخٌ في أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا هُوَ الحَالُ في القُرْآنِ العَظِيمِ؟
 السؤال :
 2019-06-23
 2607
أُمُّنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تُرْزَقْ بِوَلَدٍ، فِلَمَاذَا كَانَتْ تُكَنَّى بأم عبد الله؟
 السؤال :
 2019-06-16
 2539
هَلْ كَانَتْ نِسَاءُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ يَحْتَجِبْنَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2019-05-08
 1956
هل ثبت أن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ؟ وما هي الحكمة في عدم تأذينه إذا ثبت هذا؟
 السؤال :
 2019-03-26
 2608
ما اسم أولاد أمنا السيدة خديجة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قبل زواجها من الحبيب الأعظم سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414220469
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :