{وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

6315 - {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

17-05-2014 42285 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6315
 2014-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ ابنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في تَفسيرِ هذهِ الآيَةِ الكَريمَةِ: فَإِنَّكَ هَاهُنا في عَيشٍ رَغِيدٍ هَنِيءٍ، لا كُلفَةَ ولا مَشَقَّةَ.

﴿إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى﴾. إِنَّما قَرَنَ بَينَ الجُوعِ والعُرْيِ؛ لأنَّ الجُوعَ ذُلُّ البَاطِنِ، والعُرْيَ ذُلُّ الظَّاهِرِ.

﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾. وهذانِ أيضاً مُتَقَابِلانِ، فالظَّمَأُ: حَرُّ البَاطِنِ، وهوَ العَطَشُ. والضُّحَى: حَرُّ الظَّاهِرِ.

وهذهِ الآيَةُ إشَارَةٌ وَاضِحَةٌ إلى أنَّ الجَنَّةَ التي أسكَنَها اللهُ تعالى سَيِّدَنا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ هيَ جَنَّةُ الخُلدِ التي وَعَدَ اللهُ تعالى بها عِبَادَهُ المُؤمِنينَ بَعدَ البَعثِ والحِسابِ، وذلكَ لأنَّ هذا الوَصْفَ الذي ذَكَرَهُ اللهُ تعالى لا يَكونُ إلا في جَنَّةِ الخُلدِ.

ويُؤَكِّدُ هذا كذلكَ الحَديثُ الصَّحيحُ الذي رواه الشيخان عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِن الْجَنَّةِ.

قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟

فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

وبناء على ذلك:

فالعَيشُ في الجَنَّةِ عَيشٌ رَغيدٌ هَنيءٌ، لا تَعَبَ فيهِ ولا مَشَقَّةَ، لأنَّ العَبدَ المُؤمِنَ في دَارِ كَرَامَةٍ لا يُصِيبُهُ شَيءٌ فيها من الجُوعِ والعُرْيِ، ولا يُصِيبُهُ فيها ظَمَأٌ ولا حَرُّ الشَّمسِ، الطَّعَامُ فيها لَيسَ من جُوعٍ، والشَّرَابُ فيها لَيسَ من عَطَشٍ، وظلُّها دَائِمٌ، قال تعالى: ﴿لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً﴾.

اللَّهُمَّ اجعَلنا من أهلِها. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
42285 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414907084
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :