{بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ}

6492 - {بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ}

04-09-2014 33984 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ واللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}. فهل نستطيع من خلال هذهِ الآية الكريمة أن ندخل بيتاً في هذه الأزمة ليس مسكوناً، لأننا بحاجة إليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6492
 2014-09-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَكَرَ الفُقَهَاءُ والعُلَمَاءُ والمُفَسِّرُونَ بأَنَّ البُيُوتَ التي يَجُوزُ دُخُولُهَا من غَيرِ استِئذَانٍ، هيَ البُيُوتُ التي تُبنَى على الطُّرُقَاتِ التي يَأوِي إِلَيهَا المُسَافِرُونَ، مِثلُ: الاستِرَاحَاتِ، ومِثلُ الدَّكَاكِينِ، والمَحَلَّاتِ في الأَسوَاقِ، وغَيرِهَا، ومِثلُ البُيُوتِ الخَرِبَةِ التي يَدخُلُهَا النَّاسُ للبَولِ والغَائِطِ، ومِثلُ المَحَلَّاتِ التي جَرَى العُرفُ على الدُّخُولِ إِلَيهَا من غَيرِ استِئذَانٍ، كالفَنَادِقِ وعِيَادَاتِ الأَطِبَّاءِ، وأَيِّ مَكَانٍ يُستَقبَلُ فِيهِ النَّاسُ.

فَجَمِيعُ ما ذُكِرَ يَجُوزُ الدُّخُولُ إِلَيهَا بِدُونِ استِئذَانٍ لِوُجُودِ الإذنِ العَامِّ بِدُخُولِهِ.

وبناء على ذلك:

فالمَقصُودُ من قَولِهِ تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ واللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾. هوَ كُلُّ مَكَانٍ عَامٍّ فِيهِ إذنٌ عَامٌّ بِدُخُولِهِ من غَيرِ استِئذَانٍ كالمَحَلَّاتِ والفَنَادِقِ والخَرَابَاتِ، إذا كَانَ للإنسَانِ في ذلكَ مَصلَحَةٌ.

ورُوِيَ عن ابنِ عُمُرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّهُ كَانَ يَستَأذِنُ في دُخُولِ حَوَانِيتِ السُّوقِ، فَذُكِرَ ذلكَ لِعِكرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فَقَالَ: ومن يُطَبِّقُ ما كَانَ يُطَبِّقُهُ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما؟

قَالَ الجَصَّاصُ: ولَيسَ في فِعلِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما هذا دِلالَةٌ على أنَّهُ رَأَى دُخُولَهَا بِغَيرِ إذنٍ مَحظُورَاً، ولكِنَّهُ احتَاطَ لِنَفسِهِ، وذلكَ مُبَاحٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ. اهـ.

أمَّا دُخُولُ البُيُوتِ الخَاصَّةِ التي سَافَرَ أَهلُهَا ـ وخَاصَّةً في هذهِ الأَزمَةِ ـ لا يَجُوزُ إلا بِإذنِ أَصحَابِهَا، وإلا فالفَاعِلُ مُغتَصِبٌ، ومُرتَكِبٌ كَبِيرَةً من الكَبَائِرِ، مُستَحِلٌّ لأموَالِ الآخَرِينَ بِغَيرِ حَقٍّ، هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
33984 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414908258
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :