ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها

6563 - ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها

03-11-2014 19320 مشاهدة
 السؤال :
ورد في الحديث الشريف الصحيح الذي رواه ابن حبان عن عَطَاءٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: دَخَلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، فَقَالَت لِعُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ: قَد آنَ لَكَ أن تَزُورَنَا. فَقَالَ: أَقُولُ يَا أُمَّهُ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: زُرْ غِبَّاً ـ حِينَاً وحِينَاً ـ تَزْدَدْ حُبَّاً. فَقَالَت: دَعُونَا من رَطَانَتِكُم هذهِ. ـ الرِطَانَةُ: كَلامٌ لا بَفهَمُهُ الجُمهُورُ، وإنَّمَا هُوَ مُوَاضَعَةٌ بَينَ اثنَينِ أو جَمَاعَة، والعَرَبُ تَخُصُّ بِهِ غَالِبَاً كَلَامَ العَجَمِ. قَالَ ابنُ عُمَيرٍ: أَخبِرِينَا بِأَعجَبِ شَيءٍ رَأَيتِهِ من رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. فَسَكَتَتْ، ثمَّ قَالَت: لمَّا كَانَ لَيلَةٌ من اللَّيَالِي، قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيلَةَ لِرَبِّي». قُلتُ: واللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ؛ فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَلَم يَزَلْ يَبكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، ثمَّ بَكَى، فَلَم يَزَلْ يَبكِي حَتَّى بَلَّ لِحيَتَهُ، ثمَّ بَكَى، فَلَم يَزَلْ يَبكِي حَتَّى بَلَّ الأَرضَ. فَجَاءَ بِلالٌ يٌؤذِنُهُ بالصَّلاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ تَبكِي وَقَد غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدَاً شَكُورَاً، لَقَد نَزَلَت عَلَيَّ اللَّيلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَن قَرَأَهَا وَلَم يَتَفَكَّرْ فِيهَا: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾». والسؤال: هل من قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها له ويل في نار جهنم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6563
 2014-11-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد وَرَدَ هذا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ في صَحِيحِ ابنِ حِبَّانَ، وهوَ حَدِيثٌ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ على شَرْطِ مُسلِمٍ.

وقَولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِمَن قَرَأَهَا وَلَم يَتَفَكَّرْ فِيهَا». هوَ للمُشرِكِينَ الذينَ كَانُوا يَطلُبُونَ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُعجِزَةً تَدُلُّ على صِدْقِهِ.

فهذهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ كَافِيَةٌ لمن أَرَادَ آيَةً تَدُلُّ على وُجُودِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وعلى أَنَّهُ رَسُولٌ من عِندِ اللهِ تعالى.

وبناء على ذلك:

فالوَعِيدُ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ هوَ للمُشرِكِينَ الذين يُرِيدُونَ آيَةً تَدُلُّ على وُجُودِ اللهِ تعالى، وآيَةً تَدُلُّ على صِدْقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولَيسَ هذا الوَعِيدُ للمُؤمِنِينَ.

ولكن حَرِيٌّ بالمُؤمِنِ أن يَقرَأَ هذهِ الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ ويَتَفَكَّرَ فِيهَا، حَتَّى يَزدَادَ إيمَانَاً مَعَ إِيمَانِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19320 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414908020
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :