الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد وَرَدَ هذا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ في صَحِيحِ ابنِ حِبَّانَ، وهوَ حَدِيثٌ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ على شَرْطِ مُسلِمٍ.
وقَولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِمَن قَرَأَهَا وَلَم يَتَفَكَّرْ فِيهَا». هوَ للمُشرِكِينَ الذينَ كَانُوا يَطلُبُونَ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُعجِزَةً تَدُلُّ على صِدْقِهِ.
فهذهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ كَافِيَةٌ لمن أَرَادَ آيَةً تَدُلُّ على وُجُودِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وعلى أَنَّهُ رَسُولٌ من عِندِ اللهِ تعالى.
وبناء على ذلك:
فالوَعِيدُ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ هوَ للمُشرِكِينَ الذين يُرِيدُونَ آيَةً تَدُلُّ على وُجُودِ اللهِ تعالى، وآيَةً تَدُلُّ على صِدْقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولَيسَ هذا الوَعِيدُ للمُؤمِنِينَ.
ولكن حَرِيٌّ بالمُؤمِنِ أن يَقرَأَ هذهِ الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ ويَتَفَكَّرَ فِيهَا، حَتَّى يَزدَادَ إيمَانَاً مَعَ إِيمَانِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |