{فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}

6591 - {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}

18-11-2014 4365 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6591
 2014-11-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمُرَادُ بالفَيْءِ هوَ كُلُّ مَالٍ آلَ إلى المُسلِمِينَ من الكُفَّارِ أَثنَاءَ الجِهَادِ من غَيرِ مُبَارَزَةٍ ولا مُصَاوَلَةٍ، ولا رَكْضٍ بِخَيْلٍ أو جِمَالٍ، والمَقْصُودُ بالآيَةِ هوَ المَالُ الذي آلَ إلى المُسلِمِينَ من أَموَالِ بَنِي النَّضِيرِ، بِحَيثُ خَرَجُوا إِلَيهِم مَاشِينَ على الأَقدَامِ، لأنَّ قُرَى بَنِي النَّضِيرِ كَانَت على بُعْدِ مِيلَينِ من المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، ولم يَجْرِ قِتَالٌ مَعَهُم.

والوَجِيفُ: هوَ سُرْعَةُ السَّيْر، فَقَولُهُ تعالى: ﴿فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾. أي: فَمَا أَجرَيْتُم على تَحْصِيلِ هذا الفَيْءِ خَيْلاً ولا إِبِلاً، ومَا قَطَعْتُم لَهُ شُقَّةً بَعِيدَةً، ومَا لَقِيتُم مَشَقَّةً شَدِيدَةً، كَأَنَّهُ قِيلَ: مَا أَفَاءَ اللهُ على رَسُولِهِ، فَمَا حَصَّلْتُمُوهُ بِكَدِّ اليَمِينِ، ولا بِعَرَقِ الجَبِينِ ﴿وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾. وقَد سَلَّطَ اللهُ تعالى رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على يَهُودِ بَنِي النَّضِيرِ بِدُونِ قِتَالٍ، وقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فلا حَقَّ لَكُم في أَموَالِهِم.

وبناء على ذلك:

 

فالآيَةُ الكَرِيمَةُ تَعنِي بأَنَّ الفَيْءَ الذي آلَ إلى المُسلِمِينَ بِدُونِ جُهْدٍ من الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وبِدُونِ سُرْعَةِ سَيْرٍ إِلَيهِم على الخَيْلِ والإِبِلِ، لا حَقَّ لَهُم فِيهِ، وبَيَّنَ اللهُ تَعالى مَصْرِفَهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4365 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414909033
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :