إنقاذه من المال الحرام

6675 - إنقاذه من المال الحرام

11-01-2015 4153 مشاهدة
 السؤال :
مات والدي، وهو آكل أموال الناس بالباطل، وأراه في نومي بأحوال مخيفة ومنفرة، أحياناً أراه محروقاً مسودَّ الوجه، وأحياناً أراه في دورة المياه يتقلب، فماذا أفعل لعل الله تعالى أن ينقذه من جريمة أكل المال بالباطل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6675
 2015-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: من أَخطَرِ مَا يَلقَى العَبدُ رَبَّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَكْلُ أَموَالِ النَّاسِ بالبَاطِلِ، فَهِيَ كَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، وسَبَبٌ لإفلاسِ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ، وأن يَكُونَ مَصِيرُهُ إلى نَارِ جَهَنَّمَ، وبِئْسَ المَصِيرُ، نَسأَلُ اللهَ تعالى العَافِيَةَ.

ثانياً: يَجِبُ على العَبدِ أن يُعِيدَ الحُقُوقَ لأَصحَابِهَا قَبلَ مَوتِهِ، وإلا سَيَندَمُ ولا يَنفَعُهُ النَّدَمُ، 

ثالثاً: من شُرُوطِ صِحَّةِ التَّوبَة، رَدُّ الحُقُوقِ لأَصحَابِهَا.

وبناء على ذلك:

فإذا كَانَ وَالِدُكَ تَرَكَ مَالاً، وأَنتَ تَعرِفُ أنَّ هذا المَالَ من حَرَامٍ، وتَعرِفُ أَصحَابَهُ، فَيَجِبُ عَلَيكَ أن تَرُدَّ الأَموَالَ لأَصحَابِهَا، أو أن تَطلُبَ مِنهُمُ السَّمَاحَ عن وَالِدِكَ، وإذا لم تَعرِفْ أَصحَابَ المَالِ، فَاصْرِفْهُ للفُقَرَاءِ.

وإنْ لَم يَتْرُكْ مَالاً، فلا يَجِبُ عَلَيكَ إلا الدُّعَاءَ لَهُ بالمَغفِرَةِ، وأن تَسْتَعْطِفَ قُلُوبَ أَصحَابِ الحُقُوقِ عَلَيهِ، وتَطلُبَ السَّمَاحَ مِنهُم.

وإذا كَانَت أَحوَالُكَ المَادِّيَّةُ مَيسُورَةً، فَأَدِّ عن وَالِدِكَ مَا تَستَطِيعُ أَدَاءَهُ لأَصحَابِ الحَقِّ، وإذا لَم تَعْرِفْهُمْ فَتَصَدَّقْ عَنهُم، وهذا من بَابِ البِرِّ بِوَالِدِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4153 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في المعاملات

 السؤال :
 2025-03-09
 66
مَا مَدَى شَرْعِيَّةِ تَحْوِيلِ العُمْلَةِ السُّورِيَّةِ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ عَنْ طَرِيقِ البَنْكِ مَعَ الزِّيَادَةِ؟ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: يَدْفَعُ رَجُلٌ لِآخَرَ مَبْلَغًا قَدْرُهُ مِلْيُونُ لِيْرَةٍ سُورِيَّةٍ وَنِصْفُ، عَلَى أَنْ يُحَوِّلَ لَهُ مَبْلَغًا مِلْيُونَا لَيْرَةٍ سُورِيَّةٍ إِلَى حِسَابِهِ فِي البَنْكِ.
 السؤال :
 2024-08-21
 420
رَجُلٌ أَقْرَضَ رَجُلًا آخَرَ مَبْلَغًا مِنَ المَالِ عَلَى أَنْ يَرُدَّهُ إِذَا مَا احْتَاجَهُ أَوْ طَلَبَهُ الأَوَّلُ، وَبَعْدَ مُدَّةٍ احْتَاجَ الأَوَّلُ لِلْمَبْلَغِ وَطَلَبَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، لَكِنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ تَأْمِينَ المَبْلَغِ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ، فَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُقْرِضِ اسْتِيفَاءُ دَيْنِهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ سَدَادَ قَرْضِهِ سَيَكُونُ مِنْ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ؟ وَهَلْ عَلَيْهِ إِثْمٌ في حَالِ اسْتَوْفَى مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الحَالِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 799
مَا حُكْمُ الذي يَسْتَوْرِدُ بِضَاعَةً ـ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ ـ مِنَ الصِّينِ، وَيَكْتُبُ عَلَيْهَا صِنَاعَةُ دَوْلَةٍ أُخْرَى كَاليَابَانِ، أَو السُّوَيْدِ، أَو أَلَمَانْيَا، أو غَيْرِهَا مِنَ الدُّوَلِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ يَقُولُ للمُشْتَرِي: هَذِهِ بِضَاعَةٌ صِينِيَّةٌ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ أَنْ يَنْصَحَ المُشْتَرِيَ؟
 السؤال :
 2023-02-02
 827
مَاتَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا بَيْتًا، وَقِيمَةُ البَيْتِ إِذَا بِيعَ تُسَدِّدُ دُيُونَهُ، فَهَلْ يَجِبُ بَيْعُ البَيْتِ لِسَدَادِ دُيُونِهِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 1173
مَا حُكْمُ بَيْعِ الذَّهَبِ القَدِيمِ بِجَدِيدٍ مَعَ دَفْعِ الفَرْقِ؟
 السؤال :
 2022-02-14
 810
أَنَا أَعْمَلُ أَجِيرًا عِنْدَ بَائِعِ الذَّهَبِ، وَلَكِنَّ صَاحِبِ المَحَلِّ يَبِيعُ الذَّهَبَ لِأَجَلٍ، فَهَلْ أَنَا شَرِيكٌ مَعَهُ في الإِثْمِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5670
المقالات 3204
المكتبة الصوتية 4879
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421827765
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :