{نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}

6679 - {نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}

11-01-2015 2845 مشاهدة
 السؤال :
قوله تعالى في حق الإماء: {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} هل يفيد بأن الحد للزاني المحصن هو الجلد لا الرجم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6679
 2015-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: كَلِمَةُ المُحصَنَاتِ في القُرآنِ العَظِيمِ جَاءَت على مَعَانٍ ثَلاثَةٍ.

المَعنَى الأَوَّلُ: العَفَائِفُ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ﴾.

والمَعنَى الثَّانِي: الحَرَائِرُ الأَبكَارُ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾.

والمَعنَى الثَّالِثُ: المُتَزَوِّجَاتُ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿فَإِذَا أُحْصِنَّ﴾ أي: تَزَوَّجْنَ.

ثانياً: اِتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على أنَّ الرَّقِيقَ إذا زَنَى يُجْلَدُ خَمسِينَ جَلدَةً، ذَكَرَاً كَانَ أم أُنثَى، مُحصَنَاً أو غَيرَ مُحصَنٍ، ولا يُرجَمُ، للحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن الْأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ.

قَالَ: «إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ ـ هوَ الْحَبْلُ الْمَضْفُورُ ـ».

ولِقَولِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى أَرِقَّائِكُمْ، مَنْ أَحْصَنَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ. رواه الترمذي.

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ تَتَحَدَّثُ عن حَدِّ الزِّنَا في الرَّقِيقِ، وَحَدُّهُ خَمسُونَ جَلدَةً، سَوَاءٌ كَانَا بِكْرَاً أو ثَيِّبَاً، والمَقْصُودُ بِقَولِهِ تعالى: ﴿نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ﴾. يَعنِي الحَرَائِرَ الأَبكَارَ، لا المُتَزَوِّجَاتِ، لأنَّ حَدَّ الزَّانِي الحُرِّ الثَّيِّبِ هوَ الرَّجْمُ، كَمَا نَصَّ عَلَيهِ الفُقَهَاءُ بِلا خِلافٍ، لِثُبُوتِ الرَّجْمِ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ وفِعْلِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2845 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414907084
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :