الأحلام والرؤى وأثرها

6971 - الأحلام والرؤى وأثرها

12-08-2015 2997 مشاهدة
 السؤال :
هل الأحلام والرؤى لها تأثير على الحياة اليومية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6971
 2015-08-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِن اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِن الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ».

وروى الإمام البخاري عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءَاً مِن النُّبُوَّةِ، وَمَا كَانَ مِن النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ، الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِن اللهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئَاً يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ».

وروى الحاكم عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ الرُّؤْيَا تَقَعُ على مَا تُعَبَّرُ ـ تُفَسَّرُ ـ وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُم رُؤْيَا فلا يُحَدِّثْ بِهَا إلا نَاصِحَاً أو عَالِمَاً».

ثانياً: يَقُولُ الحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ: جَمِيعُ المَرَائِي تَنْحَصِرُ على قِسْمَيْنِ:

1ـ الصَّادِقَةُ وَهِيَ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ، وَمَن تَبِعَهُم من الصَّالِحِينَ وَقَد تَقَعُ لِغَيْرِهِم بِنُدُورٍ وَهِيَ التي تَقَعُ في اليَقَظَةِ على وِفْقِ مَا وَقَعَتْ في النَّوْمِ.

2ـ والأَضْغَاثُ وَهِيَ لا تُنْذَرُ بِشَيْءٍ وَهِيَ أَنْوَاعٌ:

الأَوَّلُ: تَلَاعُبُ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الرَّائِي، كَأَنْ يَرَى أَنَّهُ قُطِعَ رَأْسُهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ، أو رَأَى أَنَّهُ وَاقِعٌ في هَوْلٍ ولا يَجِدُ مَن يُنْجِدُهُ، وَنَحْوَ ذلكَ.

الثَّانِي: أَنْ يَرَى أَنَّ بَعْضَ المَلَائِكَةِ تَأْمُرُهُ أَنْ يَفْعَلَ المُحَرَّمَاتِ مَثَلَاً، وَنَحْوَهُ من المُحَالِ عَقْلَاً.

الثَّالِثُ: أَنْ يَرَى مَا تَتَحَدَّثُ بِهِ نَفْسُهُ في اليَقَظَةِ أو يَتَمَنَّاهُ فَيَرَاهُ كَمَا هُوَ في المَنَامِ، وَكَذا رُؤْيَةُ مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُ في اليَقَظَةِ أو مَا يَغْلِبُ على مِزَاجِهِ، وَيَقَعُ عن المُسْتَقْبَلِ غَالِبَاً وعن الحَالِ كَثِيرَاً وعن المَاضِي قَلِيلَاً.

ويَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فَحَاصِلُ ما ذُكِرَ من أَبْوَابِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ ثَلاثُ أَشْيَاءَ: أَنْ يَحْمَدَ اللَه عَلَيْهَا، وَأَنْ يَسْتَبْشِرَ بِهَا، وَأَنْ يَتَحَدَّثَ بِهَا، لَكِنْ لِمَنْ يُحِبُّ دُونَ مَن يَكْرَهُ.

وَحَاصِلُ مَا ذُكِرَ من أَدَبِ الرُّؤْيَا المَكْرُوهَةِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَنْ يَتَعَوَّذَ باللهِ من شَرِّهَا، ومن شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْ يَتْفُلَ حِينَ يَهُبُّ من نَوْمِهِ عَن يَسَارِهِ ثَلَاثَاً، ولا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ أَصْلَاً.

وبناء على ذلك:

فالأَحْلامُ والرُّؤَى الصَّالِحَةُ يَسْتَبْشِرُ بِهَا المُؤْمِنُ، والأَحْلامُ والرُّؤَى التي يَكْرَهُهَا الإِنْسَانُ لا تَضُرُّهُ، ولا تَأْثِيرَ لَهَا على الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ، وهِيَ من الشَّيْطَانِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَاً، وَلْيَسْتَعِذْ باللهِ مِن الشَّيْطَانِ ثَلَاثَاً، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2997 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 376
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 626
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 253
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 274
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 265
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 321
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424833001
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :