الأحلام والرؤى وأثرها

6971 - الأحلام والرؤى وأثرها

12-08-2015 2838 مشاهدة
 السؤال :
هل الأحلام والرؤى لها تأثير على الحياة اليومية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6971
 2015-08-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِن اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِن الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ».

وروى الإمام البخاري عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءَاً مِن النُّبُوَّةِ، وَمَا كَانَ مِن النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ، الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِن اللهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئَاً يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ».

وروى الحاكم عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ الرُّؤْيَا تَقَعُ على مَا تُعَبَّرُ ـ تُفَسَّرُ ـ وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُم رُؤْيَا فلا يُحَدِّثْ بِهَا إلا نَاصِحَاً أو عَالِمَاً».

ثانياً: يَقُولُ الحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ: جَمِيعُ المَرَائِي تَنْحَصِرُ على قِسْمَيْنِ:

1ـ الصَّادِقَةُ وَهِيَ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ، وَمَن تَبِعَهُم من الصَّالِحِينَ وَقَد تَقَعُ لِغَيْرِهِم بِنُدُورٍ وَهِيَ التي تَقَعُ في اليَقَظَةِ على وِفْقِ مَا وَقَعَتْ في النَّوْمِ.

2ـ والأَضْغَاثُ وَهِيَ لا تُنْذَرُ بِشَيْءٍ وَهِيَ أَنْوَاعٌ:

الأَوَّلُ: تَلَاعُبُ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الرَّائِي، كَأَنْ يَرَى أَنَّهُ قُطِعَ رَأْسُهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ، أو رَأَى أَنَّهُ وَاقِعٌ في هَوْلٍ ولا يَجِدُ مَن يُنْجِدُهُ، وَنَحْوَ ذلكَ.

الثَّانِي: أَنْ يَرَى أَنَّ بَعْضَ المَلَائِكَةِ تَأْمُرُهُ أَنْ يَفْعَلَ المُحَرَّمَاتِ مَثَلَاً، وَنَحْوَهُ من المُحَالِ عَقْلَاً.

الثَّالِثُ: أَنْ يَرَى مَا تَتَحَدَّثُ بِهِ نَفْسُهُ في اليَقَظَةِ أو يَتَمَنَّاهُ فَيَرَاهُ كَمَا هُوَ في المَنَامِ، وَكَذا رُؤْيَةُ مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُ في اليَقَظَةِ أو مَا يَغْلِبُ على مِزَاجِهِ، وَيَقَعُ عن المُسْتَقْبَلِ غَالِبَاً وعن الحَالِ كَثِيرَاً وعن المَاضِي قَلِيلَاً.

ويَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فَحَاصِلُ ما ذُكِرَ من أَبْوَابِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ ثَلاثُ أَشْيَاءَ: أَنْ يَحْمَدَ اللَه عَلَيْهَا، وَأَنْ يَسْتَبْشِرَ بِهَا، وَأَنْ يَتَحَدَّثَ بِهَا، لَكِنْ لِمَنْ يُحِبُّ دُونَ مَن يَكْرَهُ.

وَحَاصِلُ مَا ذُكِرَ من أَدَبِ الرُّؤْيَا المَكْرُوهَةِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَنْ يَتَعَوَّذَ باللهِ من شَرِّهَا، ومن شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْ يَتْفُلَ حِينَ يَهُبُّ من نَوْمِهِ عَن يَسَارِهِ ثَلَاثَاً، ولا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ أَصْلَاً.

وبناء على ذلك:

فالأَحْلامُ والرُّؤَى الصَّالِحَةُ يَسْتَبْشِرُ بِهَا المُؤْمِنُ، والأَحْلامُ والرُّؤَى التي يَكْرَهُهَا الإِنْسَانُ لا تَضُرُّهُ، ولا تَأْثِيرَ لَهَا على الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ، وهِيَ من الشَّيْطَانِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَاً، وَلْيَسْتَعِذْ باللهِ مِن الشَّيْطَانِ ثَلَاثَاً، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2838 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2024-11-27
 107
أَخِي يُرِيدُ الزَّوَاجَ مِنِ امْرَأَةٍ فَاسِقَةٍ سَافِرَةٍ مُتَبَرِّجَةٍ، وَوَالِدَايَ لَا يُوَافِقَانِهِ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى الزَّوَاجِ مِنْهَا، فَهَلْ يَحِقُّ لِلْوَالِدَيْنِ حِرْمَانُهُ مِنَ التَّرِكَةِ إِنْ تَزَوَّجَ مِنْهَا؟
رقم الفتوى : 13391
 السؤال :
 2024-11-27
 67
هَلْ يَجُوزُ لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ عَلَى المُدَّعَى عَلَيْهِ بِعِلْمِهِ، بِدُونِ إِحْضَارِ الشُّهُودِ مِنَ المُدَّعِي؟
رقم الفتوى : 13389
 السؤال :
 2024-08-17
 862
نَصَحَنِي أَحَدُ الإِخْوَةِ عِنْدَمَا عَلِمَ أَنَّنِي أُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِئَةِ مَرَّةً، فَقَالَ لِي: هَذِهِ بِدْعَةٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعِنْدَهَا تَوَقَّفْتُ عَنْ هَذَا العَدَدِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
رقم الفتوى : 13258
 السؤال :
 2023-12-29
 2986
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 228
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 1274
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5633
المقالات 3197
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419060684
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :