وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم. فإذا كان هذا المقلِّد يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فله حكم المقلد، والنبي صلى الله عليه وسلم أطال شعره، كما جاء في الشمائل: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر دون الجمة، وفوق الوفرة. رواه ابن ماجه. [الجُمَّة: هي الشعر الذي نزل إلى المنكبين. والوفرة: ما بلغ شحمة الأذن من الشعر]. وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان يضرب شعر النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه. وبناء على ذلك: فمن أطال شعره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فله الأجر بنيته، والمقتدي بإطالة الشعر لا أقل من أن يكون أطلق لحيته، أما الرجل الذي يحلق لحيته ثم يزعم أنه يطيل شعره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهي دعوى مرفوضة تحتاج إلى بينة. أما إذا كانت إطالة شعره تقليداً للأجانب، أو تقليداً للنساء، فهو آثم، لحرمة تقليد غير المسلمين، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود. ولحرمة تقليد الرجال للنساء، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه البخاري. هذا والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
