الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَاسْمُ خَدِيجَةَ من حَيْثُ اللُّغَةُ مُشْتَقٌّ من قَوْلِهِم: خَدَجَتِ النَّاقَةُ، إذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا نَاقِصَ الخَلْقِ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ الشَّرِيفُ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ».
وبناء على ذلك:
فَالاسْمُ مُشْتَقٌّ من قَوْلِهِم: خَدَجَتِ النَّاقَةُ، وَمِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ اسْمَ خَدِيجَةَ حَبِيبٌ إلى قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ باللهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ هذا الاسْمَ حَمَلَتْهُ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ الكُبْرَى، زَوْجُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَحَبِيبَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ في قَلْبِهِ الشَّرِيفِ، والمُبَشَّرَةُ بِبَيْتٍ في الجَنَّةِ لا نَصَبَ فِيهِ وَلا صَخَبَ، والتي أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَبُّنَا السَّلامَ عَن طَرِيقِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَحُسْنُ هذا الاسْمِ عِنْدَ المؤْمِنِ جَاءَ من خِلالِ أُمِنَا الجَلِيلَةِ العَظِيمَةِ زَوْجِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.