الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد حَرَّمَ الإِسْلامُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمَاً﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
وبناء على ذلك:
أولاً: المَرْأَةُ التي تَخَافُ على نَفْسِهَا من أَنْ يُنْتَهَكَ عِرْضُهَا، لِتَذْكُرْ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ» رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.
فَلْتُحَافِظْ على صَلاتِهَا وَعِبَادَاتِهَا للهِ تعالى، ومن هَذِهِ العِبَادَاتِ، بَلْ وَمِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ أَنْ تَلْبَسَ ثِيَابَ أَهْلِ التَّقْوَى، وَتَتَجَنَّبَ ثِيَابَ أَهْلِ النَّارِ «كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وَلْتَبْتَعِدْ عن الاخْتِلاطِ بالرِّجَالِ الأَجَانِبِ.
ثانياً: يَحْرُمُ على المَرْأَةِ أَنْ تَنْتَحِرَ خَوْفَاً على عِرْضِهَا، لِأنَّ المُسْتَقْبَلَ غَيْبٌ، ولا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلا اللهُ تعالى، وَإِذَا وَقَعَ بِهَا ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ مَا تَخْشَاهُ قَهْرَاً عَنْهَا، فَهِيَ مُعْذَرَةٌ، ولا إِثْمَ عَلَيْهَا، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾. وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
