الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدِ اخْتَلَفَ الفُقَهَاءُ في بُخَارِ النَّجَاسَةِ، هَلْ هُوَ نَجِسٌ أَمْ لَا؟
فَذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ وَالمَالِكِيَّةُ وَبَعْضُ الحَنَابِلَةِ، إلى أَنَّ دُخَانَ النَّجَاسَةِ طَاهِرٌ، دَفْعَاً للحَرَجِ، وَلِتَعَذُّرِ التَّحَرُّزِ مِنْهُ.
وذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ إلى أَنَّ دُخَانَ النَّجَاسَةِ كَأَصْلِهَا؛ وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ قَلِيلُهُ مَعْفُوٌّ عَنْهُ.
وبناء على ذلك:
فَبُخَارُ البَوْلِ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ طَاهِرٌ، وَذَلِكَ للتَّعَذُّرِ مِنَ الاحْتِرَازِ مِنْهُ، وَلِأَنَّهُ أَجْزَاءٌ هَوَائِيَّةٌ، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ وَصْفِ الخَبَثِ، فَلَا يُنَجِّسُ مَا لَاقَاهُ مِنْ ثِيَابٍ، لأَنَّهُ رِيحٌ لَا جُرْمَ لَهُ.
وَهُوَ نَجِسٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، إِلَّا مَا كَانَ قَلِيلَاً مِنْهُ.
وَالاحْتِرَازُ مِنْهُ أَحْوَطُ، فَإِنْ شَقَّ التَّحَرُّزُ مِنْهُ فَلَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |