الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالنَّجَاسَةُ المُخَفَّفَةُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ هِيَ مَا تَعَارَضَ نَصَّانِ فِي طَهَارَتِهَا وَنَجَاسَتِهَا، وَعِنْدَ الصَّاحِبَيْنِ مَا اخْتُلِفَ فِي نَجَاسَتِهِ، وَالنَّجَاسَةُ المُخَفَّفَةُ لَا تَمْنَعُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ إِذَا لَمْ تَبْلُغْ رُبُعَ الثَّوْبِ.
وَالنَّجَاسَةُ المُخَفَّفَةُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ هِيَ بَوْلُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ، كَبَوْلِ الإِبِلِ وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ، وَأَمَّا الرَّوْثُ فَعِنْدَ الإِمَامِ نَجَاسَتُهُ مُغَلَّظَةٌ، وَعِنْدَ الصَّاحِبَيْنِ مُخَفَّفَةٌ.
وَأَمَّا النَّجَاسَةُ المُغَلَّظَةُ فَهِيَ مَا وَرَدَ في نَجَاسَتِهِ نَصٌّ صَرِيحٌ وَلَمْ يُعَارِضْهُ نَصٌّ آخَرُ، هَذَا عِنْدَ الإِمَامِ، أَمَّا عِنْدَ الصَّاحِبَيْنِ فَالنَّجَاسَةُ المُغَلَّظَةُ مَا اتُّفِقَ عَلَى نَجَاسَتِهِ.
وَالقَدْرُ الذي يَمْنَعُ الصَّلَاةَ مِنَ النَّجَاسَةِ المُغَلَّظَةِ أَنْ تَزِيدَ عَلَى قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِسَاحَةً إِنْ كَانَ مَائِعَاً، وَوَزْنَاً إِنْ كَانَ كَثِيفَاً.
وَمِنَ النَّجَاسَةِ المُغَلَّظَةِ الغَائِطُ وَالبَوْلُ وَالدَّمُ وَالصَّدِيدُ وَالقَيْءُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالنَّجَاسَةُ المُخَفَّفَةُ هِيَ مَا تَعَارَضَ فِيهَا نَصَّانِ فِي طَهَارَتِهَا وَنَجَاسَتِهَا، وَأَمَّا النَّجَاسَةُ المُغَلَّظَةُ فَهِيَ مَا وَرَدَ في نَجَاسَتِهَا نَصٌّ صَرِيحٌ.
وَالنَّجَاسَةُ إِذَا كَانَتْ مُخَفَّفَةً لَا تَمْنَعُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ إِذَا لَمْ تَبْلُغْ رُبُعَ الثَّوْبِ.
وَأَمَّا المُغَلَّظَةُ فَإِذَا كَانَتْ تَزِيدُ عَلَى قَدْرِ الدِّرْهَمِ فَإِنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ. هذا، والله تعالى أعلم.