الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى نَجَاسَةِ المَذْيِ، للأَمْرِ بِغَسلِ الذَّكَرِ مِنْهُ والوُضُوءِ، روى الشيخان عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلَاً مَذَّاءً، وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ.
فَقَالَ: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ».
وَذَهَبَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ إلى جَوَازِ الاسْتِجْمَارِ مِنْهُ، أَو الاسْتِنْجَاءِ بالمَاءِ.
أَمَّا عِنْدَ المَالِكِيَّةِ فَيَتَعَيَّنُ فِيهِ المَاءُ، ولا يُجْزِئُ الجَمْرُ.
وبناء على ذلك:
فَالَمَذْيُ نَجِسٌ يَجِبُ غَسْلُ الثَّوْبِ مِنْهُ، والأَوْلَى غَسْلُ الفَرْجِ مِنْهُ، خُرُوجَاً من الخِلافِ بَيْنَ الفُقَهَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |