ثلاثة لا يستجاب لهم

8020 - ثلاثة لا يستجاب لهم

07-05-2017 5374 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الرجل إذا كان متزوجاً امرأة سيئة الخلق لا يستجاب دعاؤه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8020
 2017-05-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَدْعُونَ اللهَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ آتَى سَفِيهَاً مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ﴾». وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

الأَوَّلُ: رَجُلٌ مُتَزَوِّجٌ مِنِ امْرَأَةٍ سَيِّئَةِ الخُلُقِ، إِذَا دَعَا اللهَ تعالى عَلَيْهَا لَا يُسْتَجَابُ لِدُعَائِهِ، لِأَنَّهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُصْلِحَهَا بِالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، أَو بِالهَجْرِ، أَو بِالضَّرْبِ غَيْرِ المُبَرِّحِ، أَو بِإِرْسَالِ حَكَمٍ مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَإِنْ لَمْ يَصْلُحْ حَالُهَا، وَلَمْ تَرْجِعْ عَنْ أَخْلَاقِهَا السَّيِّئَةِ، وَرَضِيَ هُوَ بِسُوءِ خُلُقِهَا وَلَمْ يُطَلِّقْهَا، فَإِنَّ دُعَاءَهُ عَلَيْهَا لَا يُسْتَجَابُ، لِأَنَّهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُسَرِّحَهَا بِإِحْسَانٍ إِذَا يَئِسَ مِنْ إِصْلَاحِهَا.

الثَّانِي: رَجُلٌ أَدَانَ آخَرَ مَالَاً، وَلَمْ يُشْهِدْ عَلَى دَيْنِهِ، وَلَمْ يُوَِثِّقِ الدَّيْنَ، وَلَمْ يَأْخُذْ رَهْنَاً لِدَيْنِهِ، فَأَنْكَرَ المَدِينُ الدَّيْنَ، فَإِذَا دَعَا عَلَيْهِ صَاحِبُ الدَّيْنِ فَلَا يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُ في حَقِّ المَدِينِ، لِأَنَّهُ أَقْرَضَ بِدُونِ تَوْثِيقِ الدَّيْنِ.

الثَّالِثُ: رَجُلٌ آتَى سَفِيهَاً مَالَهُ، وَخَالَفَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ﴾. فَبَدَّدَ السَّفِيهُ المَالَ؛ فَإِذَا دَعَا الوَلِيُّ عَلَى السَّفِيهِ فَإِنَّ دُعَاءَهُ لَا يُسْتَجَابُ في حَقِّ السَّفِيهِ، لِأَنَّهُ خَالَفَ أَمْرَ اللهِ تعالى بِإِعْطَاءِ السَّفِيهِ مَالَهُ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا دَعَا الرَّجُلُ عَلَى زَوْجَتِهِ السَّيِّئَةِ الأَخْلَاقِ، فَإِنَّ دُعَاءَهُ عَلَيْهَا لَا يُسْتَجَابُ، لِأَنَّهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُعَالِجَ سُوءَ أَخْلَاقِهَا بِالطَّرِيقِ الذي بَيَّنَهُ اللهُ تعالى بِقَوْلِهِ: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَابْعَثُوا حَكَمَاً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمَاً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحَاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمَاً خَبِيرَاً﴾. فَإِنْ لَمْ يُفْلِحْ فَلْيَلْتَزِمْ قَوْلَ الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلَّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعَاً حَكِيمَاً﴾. فَلِمَاذَا يَدْعُو عَلَيْهَا؟

فَإِمَّا أَنْ يَصْبِرَ عَلَى سُوءِ أَخْلَاقِهَا لِيَنَالَ الوَعْدَ مِنَ اللهِ تعالى الذي لَا يُخْلَفُ: ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾. وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَهَا؛ أَمَّا أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهَا، فَلَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ.

وَهَكَذَا في شَأْنِ الرَّجُلَيْنِ الآخَرَيْنِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5374 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 372
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 622
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 249
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 272
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 264
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 319
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424808572
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :