﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

8170 - ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

15-06-2017 2817 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8170
 2017-06-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾. يُفِيدُ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَتْرُكْ وَحْيَهُ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَاللهُ تعالى يُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيَعْصِمُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الخَطَأِ في تَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، فَكُلُّ مَا وَصَلَنَا عَنْ طَرِيقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ مُحْكَمٌ بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ: ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾.

فَالمُؤْمِنُ مُطْمَئِنٌّ أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ يُمْكِنُ أَنْ يُلْقِيَهُ الشَّيْطَانُ في تَمَنِّي الرَّسُولِ ثُمَّ يَصِلُنَا دُونَ أَنْ يُنْسَخَ، لِأَنَّ اللهَ تعالى قَالَ: ﴿فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾.

فَاللهُ تعالى يَنسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّةِ الرَّسُولِ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَم يُبَلِّغْ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا المُحْكَمَ.

وَلَوْ دَقَّقْنَا عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾. مَا هِيَ أُمْنِيَّةُ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ؟ أُمْنِيَّةُ كُلٍّ مِنَ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ النَّجَاحُ في دَعْوَتِهِ إلى اللهِ تعالى، أُمْنِيَّةُ كُلِّ وَاحِدْ مِنْهُمَا أَن يُبَلِّغَ رِسَالَةَ اللهِ تعالى، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ النَّاسَ في دِينِهِمْ.

وبناء على ذلك:

فَالحَقُّ سُبْحَانَهُ وتعالى لَم يَجْعَلِ الوَحْيَ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَالحَقُّ يَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُبَلِّغُ المُحكَمَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَأُمْنِيَّةُ الرَّسُولِ أَن يَنْجَحَ في دَعْوَتِهِ، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ المَدْعُوِّينَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَحِينَ يُحْكِمُ اللهُ تعالى آيَاتِهِ، وَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في نُفُوسِ المَدْعُوِّينَ يَنْتَصِرُ الحَقُّ، وَيَزْهَقُ البَاطِلُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2817 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2024-08-01
 926
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 431
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 576
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 373
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 557
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 2048
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5682
المقالات 3210
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422814134
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :