نصيحة لتارك الصلاة

8763 - نصيحة لتارك الصلاة

23-03-2018 20720 مشاهدة
 السؤال :
إنسان تارك لصلاته، فما هي نصيحتك له؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8763
 2018-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْصَحُ نَفْسِي وَخَاصَّةً مَنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ تَرْكَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ:

أولاً: الصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَهِيَ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ وَرَبِّهِ، وَالسَّعِيدُ المُوَفَّقُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا سَبَبٌ كَبِيرٌ مِن أَسْبَابِ تَرْكِ الفَوَاحِشِ وَالمُنْكَرَاتِ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ المَعُونَةِ للعَبْدِ عَلَى المَصَائِبِ.

ثانياً: المُتَهَاوِنُ في الصَّلَاةِ عَلَى وَعِيدٍ بِالعِقَابِ الشَّدِيدِ إِذَا لَمْ يَتُبْ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ التَّهَاوُنِ فِيهَا، يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً﴾.

وَقَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ في حِوَارٍ دَارَ بَيْنَهُمْ: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الـشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الـعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وروى ابن ماجه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ: «لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئَاً، وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدَاً، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدَاً، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبِ الخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ».

وبناء على ذلك:

فَأَنَا أَنْصَحُ تَارِكَ الصَّلَاةِ وَالمُتَهَاوِنَ فِيهَا أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يُحَافِظَ عَلَى صَلَاتِهِ، لِأَنَّهَا الفَرِيضَةُ الوَحِيدَةُ التي فَرَضَهَا اللهُ تعالى في السَّمَاءِ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ.

وَلْيَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ تَرْكِهَا، فَفِي التَّرْكِ خَسَارَةٌ كُبْرَى للعَبْدِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، روى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ـ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: «مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟».

فَقَالُوا: فُلَانٌ.

فَقَالَ: «رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ».

وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ المُبَارَكِ: «رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20720 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1122
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 204
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 574
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2790
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1236
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7454
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412798457
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :