الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهُنَاكَ بَعْضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُصَلِّيَ الإِنْسَانُ ثِنْتَيْ عَـشْرَةَ رَكْعَةً بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ لَيْلَةَ أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ، يَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ مَرَّةً، وَسُورَةِ القَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَالإِخْلَاصِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَفِي لَيْلَةِ النِّصْفِ يُصَلِّي مِائَةَ رَكْعَةً.
هَذِهِ الصَّلَاةُ لَا أَصْلَ لَهَا.
وَيَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عَنْ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ: هَاتَانِ الصَّلَاتَانِ بِدْعَتَانِ مَذْمُومَتَانِ مُنْكَرَتَانِ قَبِيحَتَانِ. اهـ.
وَلِأَنَّهُ مَا ثَبَتَتْ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الصَّلَاةُ، وَالأَحَادِيثُ المَذْكُورَةُ عَنْهَا كُلُّهَا أَحَادِيثٌ مَوْضُوعَةٌ وَمَكْذُوبَةٌ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وبناء على ذلك:
فَصَلَاةُ الرَّغَائِبِ ثْنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً لَيْلَةَ أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ مَا ثَبَتَتْ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ بِدْعَةٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |