«لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ»

8994 - «لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ»

01-07-2018 7402 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: «لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ»؟ وما معناه؟ وهل المريض يدخل تحت هذا الحديث الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8994
 2018-07-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعَاً، أَوْ لِيَخْلَعْهُمَا جَمِيعَاً».

وَهَذَا الحَدِيثُ فِيهِ إِرْشَادٌ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتَجْمِيلِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الظَّاهِرَةِ، بِالإِضَافَةِ إلى اعْتِنَائِهِ بِتَكْمِيلِ صُورَتِهِ البَاطِنَةِ، وَيَقُومُ بِحَقِّ اللهِ تعالى بِشُكْرِهِ عَلَى أَنَّهُ جَمَّلَ صُورَتَهُ.

وَالعِنَايَةُ بِالصُّورَةِ البَاطِنَةِ تَكُونُ بِالإِيمَانِ وَالتَّقْوَى، وَالتَّطْهِيرِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالشُّكْرِ للهِ تعالى، وَالتَّجَمُّلِ بِالأَخْلَاقِ الحَمِيدَةِ.

وَالعِنَايَةُ بِالصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ بِالتَّزَيُّنِ بِالزِّينَةِ المَشْرُوعَةِ مِنَ العِنَايَةِ بِالشَّعْرِ وَاللِّبَاسِ الحَسَنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَلَا يَحِلُّ للإِنْسَانِ أَنْ يَتَقَصَّدَ تَشْوِيهَ نَفْسِهِ بِلُبْسِ مَا يَنْفِرُ النَّاسُ مِنْهُ وَيُخْرِجُهُ عَنِ المُعْتَادِ.

مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَـمْشِيَ الرَّجُلُ في نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، أَي: في إِحْدَى قَدَمَيْهِ دُونَ الأُخْرَى مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ.

وَقَدْ أَكَّدَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: «إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلَا يَمْشِ فِي الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَالحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكَ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ: أَنَّ النَّعْلَ شُرِعَتْ لِوِقَايَةِ الرِّجْلِ مِنَ الأَرْضِ، مِنْ شَوْكٍ أَو نَحْوِهِ، فَإِذَا انْفَرَدَتْ إِحْدَى القَدَمَيْنِ احْتَاجَ المَاشِي أَنْ يَتَوَقَّى لِإِحْدَى رِجْلَيْهِ مَا لَا يَتَوَقَّى للأُخْرَى.

وَهَذِهِ المِشْيَةُ تَلْفِتُ النَّظَرَ، وَرُبَّمَا أَنْ يُزْدَرَى مِنْ هَذَا حَالُهُ.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ الشَّرِيفُ صَحِيحٌ رَوَاهُ الإمام مسلم، وَفِيهِ إِرْشَادٌ وَتَعْلِيمٌ للأُمَّةِ أَنْ يَكُونَ الإِنْسَانُ كَالشَّامَةِ بَيْنَ إِخْوَانِهِ في صُورَتِهِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، حَتَّى يَكُونَ مَحْبُوبَاً مَأْلُوفَاً، وَبِذَلِكَ يُقْبَلُ مِنْهُ إِذَا بَلَّغَ آيَةً عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَأَمَّا المَرْيضُ لَا يَكُونُ مَشْمُولَاً بِذَلِكَ إِذَا كَانَ مُضْطَرَّاً لِأَنْ يَلْبَسَ حِذَاءَهُ بِرِجْلٍ دُونَ أُخْرَى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7402 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2025-02-27
 86
جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ». مَاذَا يُفِيدُ هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ؟
 السؤال :
 2025-02-27
 74
رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَا يُسْتَغَاثُ بِي، إِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ». أَلَيْسَ فِي هَذَا الحَدِيثِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى عَدَمِ صِحَّةِ الاسْتِغَاثَةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 33
رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: «أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا». وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلَا لَعَّانًا، وَلَا سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ». فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَيْنِ الحَدِيثَيْنِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 167
مَا شَرْحُ الحَدِيثِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»؟
 السؤال :
 2024-08-08
 922
مَا مَعْنَى الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»؟
 السؤال :
 2023-11-23
 10001
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5670
المقالات 3204
المكتبة الصوتية 4879
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421829465
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :