حكم اللعب بالطاولة

9065 - حكم اللعب بالطاولة

02-08-2018 1377 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم اللعب بالطاولة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9065
 2018-08-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَا يَجُوزُ اللَّعِبُ بِمَا يُسَمَّى الطَّاوِلَةَ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَى النَّرْدِ، الذي هُوَ النَّرْدَشِيرُ، وَهُوَ مُكَعَّبَاتٌ عَلَيْهَا أَرْقَامٌ وَيُلْعَبُ بِهَا، وَتُسَمَّى الزَّهْرَ.

روى الإمام مسلم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ».

وروى الإمام أحمد والحاكم وابن ماجه وأبو داود عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ».

وَيَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ: قَالَ العُلَمَاءُ: النَّرْدَشِيرُ هُوَ النَّرْدُ، فَالنَّرْدُ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وَشِيرُ: مَعْنَاهُ حُلْوٌ؛ وَهَذَا الحَدِيثُ حُجَّةٌ للشَّافِعِيِّ وَالجُمْهُورِ في تَحْرِيمِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ.

ثُمَّ يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَمَعْنَى صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ الخِنْزِيرِ وَدَمِهِ في حَالِ أَكْلِهِ مِنْهُمَا، وَهُوَ تَشْبِيهٌ لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلِهِمَا.

وبناء على ذلك:

فَيَحْرُمُ اللَّعِبُ بِالنَّرْدِ، وَتُرَدُّ بِهِ الشَّهَادَةُ، وَمَنْ تَكَرَّرَ مِنْهُ اللَّعِبُ بِهِ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ، سَوَاءٌ لَعِبَ بِهِ قِمَارَاً أَو غَيْرَ قِمَارٍ، وَهَذَا بِاتِّفَاقِ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ.

لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يُقَامِرْ فَهُوَ عَبَثٌ وَلَهْوٌ، روى النسائي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ يَرْمِيَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِصَاحِبِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ اللهِ فَهُوَ لَهْوٌ وَلَعِبٌ إِلَّا أَرْبَعَ، مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيُهُ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَعْلِيمُ الرَّجُلِ السَّبَّاحَةَ».

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَسْتُ مِنْ دَدٍ، وَلَا الدَّدُ مِنِّي بِشـَيْءٍ» يَعْنِي: لَيْسَ الْبَاطِلُ مِنِّي بِشَيْءٍ. رواه الإمام البخاري في الأَدَبِ المُفْرَدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1377 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2023-12-29
 110
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 622
بِسَبَبِ الظُّرُوفِ القَاهِرَةِ في بَلَدِنَا، اضْطُرِرْنَا للسَّفَرِ خَارِجَ القُطْرِ مَعَ زَوْجِي وَأَخِيهِ وَزَوْجَتِهِ، فَمَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في السَّكَنِ سَوِيَّةً في مَنْزِلٍ وَاحِدٍ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 314
أَنَا أَهْوَى الرَّسْمَ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسْمَ ذِي رُوحٍ لَا يَجُوزُ، وَلَكِنْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ أَرْسُمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ مِنْ خَلْفِهِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 172
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في إِقَامَةِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ في البِلَادِ الغَرْبِيَّةِ؟
 السؤال :
 2023-03-25
 627
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في تَعْلِيقِ الخَرَزَةِ الزَّرْقَاءِ، المَرْسُومِ عَلَيْهَا عَيْنٌ، مِنْ أَجْلِ الوِقَايَةِ مِنْ عَيْنِ الحَاسِدِ؟
 السؤال :
 2023-03-10
 843
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ بِتَبَرُّعِ الأَعْضَاءِ بِدُونِ مُقَابِلٍ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412806979
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :